التعليم/ تاسعا
هدية من الآباء
ربما من أفضل الهدايا التي يمكن إهدائها لأبنائكم هي وقوفكم بجانبهم في الأوقات الصعبة.
إذا كانوا يعانون في المدرسة، فقط ذكروهم أنهم أذكياء.
إذا خاضوا غمار الأعمال و المشاريع و فشلوا في ذلك، فقط ذكروهم أن الأغنياء يفشلون كثيرا و في مشاريع عدة
و أن الله لا يعطي معركة كبيرة لجندي صغير و لا يكلف نفسا ما لا تطيق فأنت الآن تتعلم من تجاربك و تصبح ذكيا بكل تجربة تمر بها.
و أن الفقراء هم من إذا خسروا شيئا من المال يعيشون في خوف من خسارة الشيء القليل المتبقي لديهم.
الآباء يجب أن يعلموا أبنائهم كيف يأخذون فشلهم الأكاديمي و يحولونه إلى قوة. و هم من سيعلون أبنائهم أن يأخذوا الخسارة المادية و يحولوها إلى ربح مادي.
بمعنى أوضح يجب أن تعلموا أبنائكم أن لا يستسلموا و أن يحولوا نقاط الضعف إلى قوة في جميع مناحي حياتهم.
عندما يرى الأطفال أسوأ ما في أنفسهم فواجب الآباء و وظيفتهم أن يجعلوهم يرون الجانب المشرق فقط.
فالجانب المظلم لا فائدة منه إطلاقا و لا يجذب إلا الكوارث و لهذا أرجوا أن تضعوا هذا الأمر نصب أعينكم.
ربما تلاحظون أن هذا الأمر لا يعمل على الصغار فقط و لكن حتى على الأطفال البالغين.
عندما يكون طفلك في أسوأ حالاته، فأنت كأب و أنت كأم واجبكم أن تكونوا الفرصة التي سيحصل عليها و المعلم والصديق الوفي لابنك.
لا أن تدير ضهرك و تزيد عليه و المفروض أنك أقرب الناس إليه فربما ما أصابه يهون، و رأيته لأقرب الناس إليه ينقلب عليه يمكن أن يكون قاضيا.
إذا أردت أن تكون ناجحا فعليك القيام بواجباتك المنزلية
يجب أن تذكروا أبنائكم بالقيام بواجباتهم فكما كان يفعل علي كلايد:” كان يكره التمارين و رغم ذلك يقوم بأصعبها و يتأكد أن يقوم بأكثر مما يقوم به غيره،
حتى إذا صعد إلى حلبة المبارزة كان كمن يقوم بتمارين الإحماء و هم من يقومون بالمبارات.
فكلما تدربوا أكثر كلما أصبح الأمر أسهل و هذا هو سر تعويض النقص الحاصل في ذكاء أبنائكم.
بعد إدراك ذاتي قوي بأهمية صحتك، من بين أهم اللبنات لبناء الثراء هو قيامك بتمارينك و فروضك المنزلية.
من المهم جدا أن تتعلم مداخل الأمور و مخارجها فيما يتعلق الأمر بالأعمال، وكذلك المهارات التي تلزمك لإنجاح الأمر.
تريد أن تكون أنجح من غيرك؟ و لديك مال أكثر؟
الجواب ليس هو أن تجني مالا أكثر مما يجنون.
و لا لأنك ستملك الشركة فأنت من تحدد كم ستدفع للموظفين.
فكصاحب عمل، نعم يمكن أن تحدد كم ستدفع للموظفين، لكن الحقيقة أنت تأخذ أقل مما يدفع لهم.
ستسألني: “إذا كنت تملك المشروع، كيف يعقل أن يأخذ الموظفون أكثر منك؟
الجواب: هناك عدة أسباب.
عندما تبدأ مشروعا، فالمال عادة يكون قليلا و صاحب العمل في الغالب يكون آخر من يحصل على المال.
فالموظفون هم من يدفع لهم أولا و يمكن أن يأخذو أكثر.
ستسألني: ” و ما أهمية هذا الأمر؟ لما ستقوم بإنشاء مشروع تأخذ فيه أقل أجر و أنت آخر من يربح؟
الجواب: لأن هذا ما يجب على صاحب العمل القيام به في الأول لبناء مشروع ناجح.
ستقول: هذا الأمر غير منطقي، أخبرني لما تقوم بذلك إذن
الجواب: لأن الموظفين يعملون من أجل المال، أما أنا فأعمل لبناء أصل.
بمعنى أنه ببناء هذا الأصل فإن مدخولي سيتزايد. و يمكن أن لا يتزايد و لكن أريد أن تفرقوا بين المال و الأصول.
يمكن أن يتزايد الدخل و يمكن أن لا يتزايد، أنا لا أعمل من أجل الراتب. السبب وراء العمل الشاق الذي يقوم به صاحب المشروع هو بناء أصل تزداد قيمته.
و يمكن بيع هذا المشروع فيما بعد بملايين الدولارات، أو يمكن أن يوظف رئيسا ليعمل من أجله، و يقوم هو ببناء مشروع آخر.
إذا بناء مشروع هو بناء أصل. والأصل أهم من المال.
و السبب الآخر الذي يجعل صاحب العمل يربح القليل هو أن لديه مصادر دخل متعددة أخرى.
فببناء أصول متعددة تكون لديك مصادر دخل متعددة و لهذا سيبقى صاحب المشروع أغنى من موظفيه، بغض النظر عن من يربح أكبر راتب.
الدرس هنا هو أنك لا تصبح ناجحا أو غنيا في العمل. أنت تصبح ناجحا في المنزل.
ففي العمل تربح مالك، و في المنزل تقرر ما الذي ستفعله بهذا المال.
و ما تفعله بمالك بعد أن تربحه هو ما يجعلك غنيا أو فقيرا.
و هذا ما عنيت به القيام بتمارينك المنزلية، و هذا لا يعني أن تأتي بالمزيد من العمل إلى البيت.
هناك فرق بين الفروض المنزلية التي تأتي بها من المدرسة. والعمل الذي تتمه في بيتك، و النوع الذي أتحدث عنه.
الفرق الأول و المميز بين الأغنياء، الفقراء و الطبقة المتوسطة هو ما يقومون به في وقت فراغهم.
فتجد الغني في وقت فراغه يجد الوقت المناسب للتخطيط لبناء أصل جديد و مشروع جديد.
فيجب أن تفرق بين ما تعمله لتحصل على راتبك و ما تقوم به كواجب منزلي في وقت فراغك فالتخطيط لبناء مشروع هو واجبك المنزلي وهو من سيجعلك غنيا لا راتبك.
ستسألني: “إذا أن أتعلم و آخذ شهادة عالية من أجل أن أحصل على عمل براتب كبير لن يجعلني غنيا؟”
الجواب: صحيح، الراتب لن يجعلك غنيا. ما ستقوم به بذلك الراتب هو من سيجعل الشخص غنيا، فقيرا أو من الطبقة المتوسطة.
معظم الناس تظن أنه بحصولها على راتب أكبر ستصبح غنية و لكن الحقيقة هي كلما زاد المال الذي يربح الشخص كلما زاد دينه. فيتوجب عليهم العمل بجهد أكبر.
ستسألني “لماذا؟”
الجواب: بسبب ما يقومون به في المنزل. و ما يقومون به في وقت فراغهم فمعظم الأشخاص لديهم خطة ضعيفة و صيغة ضعيفة لأموالهم بعد أن يجنوها.
أكتفي بهذا القدر و نكمل في المدونة القادمة إنشاء الله و إذا أعجبك المقال فلا تنس أن تشاركه مع من تحبهم و ترجوا لهم حياة ملئها الوفرة و الإزدهار. تحياتي لكم