التعليم/ خمسة عشر
لماذا المدارس الخاصة و التدريس من المنزل في تزايد؟
لسنوات التدريس من المنزل كان يعتبر هامشيا و يقوم به مجموعة من الآباء الغريبي الأطوار.
اليوم عدد الآباء الذين يخرجون أبناءهم من المدارس و يدرسونهم في المنزل في تزايد.
و تم عمل تقرير يقول أن نسبة الحراك للتعليم المنزلي يزداد بنسبة 15 في المئة كل سنة.
معظم الآباء كانوا يقولون أن الطفل لن يتلقى تعليما جيدا من المنزل.
و رغم ذلك فإن التعليم المنزلي نال جائزة التهجئة الوطنية و مسابقات الجغرافيا و تم قبول هذا النوع في الجامعات المرموقة كهارفارد، برانستون و الأكاديمية العسكرية.
مدارس المونتيسوري و نظام الوالدوفر ربحوا شعبية بسرعة. بكلمات أخرى، الآباء تراجعوا عن المسؤولية التي أعطوها للحكومة لتعليم أبناءهم.
أطفال مختلفون بعبقريات مختلفة و نظام التعليم هو نظام ” نوع واحد يناسب الجميع”، و هذا يعني أن النظام جيد لنسبة 30 في المئة من الأطفال و فظيع بالنسبة للباقين.
يمكن أن نقول أنه أفظع من الديناصورات. على الأقل الديناصورات انقرضت، لكن نظام المدرسة لن يموت. و لهذا فهو أسوأ من الديناصورات.
نظام التعليم يشبه التمساح بالتحديد، زاحف عاش حتى بعد موت الديناصورات.
السبب وراء عدم تغير النظام المدرسي هو أنه لم يصمم ليتغير وإنما لينجو.
الأغلبية منا يعلمون أن الأساتذة يعملون كلما في طاقتهم لتعليم الأطفال. لكن المشكل هو أن الأساتذة يعملون في نظام صمم كي لا يتغير.
إنه نظام يجر الأطفال لإبطائهم بدل أن يتغير و يسير بسرعة. فهو يخدر الطفل النشط، و بعدها يقول لنفس الطفل ” لا تستعمل المخدرات”. إنه نظام قاس حقا.
إنه المشروع الوحيد الذي يفشل في إعطاء زبائنه ما يرغبون به و يلومهم على فشله.
فبدل قول ” نحن نظام ممل”، أو ” لدينا نقص وعجز في التدريس”، يقول، ” طفلكم لديه عجز في التعلم.”
إنه المشروع الوحيد الذي يلوم زبائنه على فشله الخاص.
نظام التعليم فيه عيوب هائلة. فالنظام المستعمل من طرف الدول التي تتحدث الإنجليزية نشأ منذ مئات السنين في بروسيا.
و هذا النظام صمم لخلق جنود و موظفين في ذلك الوقت و لم يصمم لتدريس الأطفال.
السبب في وجود بعض المصطلحات ك” كيندرغاردن” في نظامنا المدرسي هو أن هذا النظام أصله من بروسيا ( هو اسم كان يطلق بالأصل على المقاطعة الألمانية التي أطلق عليها لاحقاً اسم “بروسيا الشرقية”.
سميت المنطقة على اسم السكان الأصليين البروسيين ذوي الأصول البلطيقية. أصبحت منذ عام 1225 مركز دولة فرسان الرهبنة الألمانية ) منذ مئات السنين.
كيندر هو مصطلح بروسي و يعني “طفل”، غارتن يعني غاردن أي “روضة”. بمعنى آخر، روضة للأطفال تعلمهم الدولة أو” تلقنهم”.
كان نظام صمم لأخذ مسؤولية التعليم من الآباء لتعليم الأبناء ما يصلح لمتطلبات واحتياجات الدولة.
من أين أتى مصطلح الإبتدائي(إيليمنتري)
السبب في أن السنوات الأولى في المدرسة تسمى “ابتدائية” هو أن المربيين ينزعون موضوع الإهتمام من التعلم و يقسمونه إلى عناصر.
عندما تنزع موضوع الإهتمام من عملية التعلم، فإن التعليم يصبح مملا.
لنشرح أكثر، مثلا، إذا كان الطفل مهتما بالمنازل، فموضوع المنزل يتم إزالته و تقسيمه إلى عناصر كالرياضيات، العلوم، الكتابة و الفن.
فبالتالي التلاميذ الذين يكون أداؤهم جيدا في المدرسة هم المهتمون بالرياضيات كموضوع، أو الكتابة كموضوع، أو العلوم كموضوع.
لكن التلاميذ المهتمين بالموضوع الأكبر، و في هذه الحالة ” المنازل”، فهم يشعرون بالملل.
فالموضوع المهتم به تمت إزالته، و لم يتبقى منه إلى العناصر التي تصنع الموضوع لدراستها.
و من هنا أتى مصطلح إيليمنتري إيدكايشن و لهذا عدد كبير من الأطفال يجدون المدرسة مملة. فموضوع الإهتمام تمت إزالته و تعويضه بعناصر ( إيليمنت).
أعتقد أن هذه من بين أسباب انتشار التعليم المنزلي و المدارس الخاصة. فهم يأخذون قوة التعليم من الدولة و يرجعونها للآباء والأطفال مجددا.
أكتفي بهذا القدر و إلى المدونة القادمة بإذن الله