تخلص من خوفك لكي تستطيع التحرك و التطور، فمعظم الأمور جديدة علينا و تعتبر مخيفة كذلك!
من أكبر العوائق و المثبطات في الحياة : الخوف الذي يصيب الإنسان في كل مراحل حياته فيجعل منه جلمودا لا يتحرك إلى الأمام
و إنما يغوص في أعماق المحيط إن هو تركه يؤثر فيه.
ربما يكون الخطر حقيقيا، لكن الخوف إختيار.
كثير من الخبراء يقولون أن الخوف ليس حقيقيا و هذا عبارة عن كلام لا أساس له.
الخوف حقيقي جدا و في الواقع، هناك على الأرجح أشياء أنتم خائفون من فعلها الآن في حياتكم الخاصة
و علاقاتكم في العمل و حقيقة أنكم خائفون تسرق منكم جميع التجارب التي تودون أن تحظون بها في حياتكم.
أعني، إذا كنت تخاف من الطيران فخوفك سوف يحد من قدرتك على السفر و رؤية العالم أو الذهاب لزيارة الأصدقاء
إذا كنت خائفا من التحدث أمام الحشود فهذا سوف يحد من قدرتك على التعبير عن نفسك و تبادل الأفكار
و إذا كنت خائفا من الحديث مع رئيسك أو المطالبة بالزيادة في الأجر فذلك سيؤثر على ما تجنيه من أموال.
ماذا لو كنت تحلم ببدء عمل تجاري، أو قد بدأته فعلا و لكنك تخشى التحدث إلى الناس و تخشى من مشاركة مشروعك مع الناس.
أعني أن الخوف يتسبب في إيقاف كل شيء
و سأتشارك معكم اليوم طريقة رائعة تساعدكم في التخلص من مخاوفكم
و قبل أن نبدأ إليكم بعض الحقائق عن الخوف
أولا، الخوف هو حالة مادية في أجسادكم و هو بالضبط مشابه تماما للإثارة
الخوف و الإثارة هما بالضبط نفس الحالة المادية: تتسارع نبضات قلبك، قد تتعرق قليلا،
قد تشعر بالضيق في صدرك، قليل من الألم في معدتك، لديك ارتفاع في هرمون الكورتيزول
إنها في الأساس الطريقة التي يدخل بها جسمك إلى حالة الوعي التام لأنه جاهز للعمل.
الآن ما الفرق بين الخوف و الإثارة؟
الفرق بسيط جدا، الفرق الوحيد بين الخوف و الإثارة هو ما يقوم به دماغك عندما يكون جسمك في حالة الهياج إذا كنت متحمسا،
فعقلك سيتعامل مع الأمر على أنه أمر رائع جدا أن أركب قطار الموت هذا،
إذا كنت تشعر بالخوف عقلك سيتعامل مع الأمر على أنه :
” آه، هذا أمر مستحيل، مستحيل أن أفعل ذلك! هذا أمر خطير، أخرج من هناك! لا تفعل هذا. إنه يقول شيئا مختلفا.
لذلك، الأمر الأكثر أهمية لفهم هذا هو أننا سنستخدم حقيقة أن عقلك إما يعمل لأجلك لأجل الإثارة أو ضدك بالخوف لأجل مصلحتك.
الأمر الثاني الذي أريدكم أن تفهموه هو أنكم ربما قد سمعتم النصيحة التي تقول ” أشعر بالخوف و لكن إفعلها على أية حال”
أو حاول فقط أن تهدأ، و فكر بأفكار إيجابية
الأمر لا ينجح، أليس كذلك؟
و هناك سبب لعدم نجاحها لذا دعونا نعود مرة أخرى إلى الحقيقة رقم واحد
عندما تخافون يكون الجسم في حالة من الإثارة ، الهياج و قلبك ينبض بسرعة ، تشعر كأن جسدك كله مخدر
و تتعصب بسبب ما يحدث و تشعر بالذعر قليلا،
كيف يكون الأمر عندما تصبح هادئا؟
تشعر نوعا ما بالإسترخاء، صحيح؟
و تنخفض لديك حالة الإثارة و من الصعب جدا الإنتقال من حالة الهياج و الحماس و الإثارة و الخوف إلى حالة الإرتياح
لا يفلح الأمر، فهو أشبه بمحاولة إيقاف قطار عن طريق رمي صخرة حول القضبان هذا سيجعل القطار يقفز خارج القضبان و سيتسبب الأمر في كارثة
أثبتت الأبحاث أنه عندما تحاول تجاهل مخاوفك فإن ذلك في الواقع يجعل الأمر أسوأ و أثبتت أيضا أن التفكير الإيجابي وحده أيضا يمكنه أن يجعل مخاوفك أسوأ لذا، ماذا ستفعل؟
ماذا ستفعل عندما تكون مضطرا لركوب الطائرة و أنت تشعر بالرعب من الطيران؟
إليك الإستراتيجية التي أخرجت ميل روبينز من حالة الخوف و قامت بتحويلها إلى شخص رائع عندما يتعلق الأمر بالتوتر و الرعب الشديد:
ستقوم باستخدام قاعدة الثواني الخمس جنبا إلى جنب مع ” فكرة المرساة“
و هذا سيقوم بإعادة صياغة ما يقوم به عقلك فينتقل من الشعور بالقلق و الخوف إلى إعادة صياغتهم من الهياج إلى الإثارة.
الأمر يعمل مثل السحر
إليكم الخدعة التي تم إثباتها بواسطة العلم:
عندما تبدأ بالتعرق و التوتر و نبضات قلبك تتسارع
قل: أنا متحمس! أنا متحمس للخروج إلى هناك! متحمس للكلام مع هؤلاء الناس! أنا متحمس لمشاركتهم ما لدي.
و ما يفعله هذا هو أنه يقوم بإرسال رسالة إلى عقلي و التي تخبر عقلي لماذا جسمي كله منفعل و متحمس و بهذه الطريقة لن تشعر بالخوف
تذكر أن الإثارة و الخوف هما نفس الشيء في جسمك و غالبا عندما تكون خائفا تحدث نفسك بأسوأ الأمور فيلتقط عقلك الحالة ،
و لهذا فالفرق الوحيد هو ما يطلقه عليهما عقلك
ما هي فكرة المرساة: هي شيء سيقوم بمساعدتك حتى لا تقوم بزيادة الوضع سوء والإنزلاق إلى نوبات ذعر مخيفة كليا أو إلى وضع حيث تقوم فيه بإفساد الأمور،
إنها وسيلة تساعدك على التحكم في ما تفكر فيه و الطريقة التي تتصرف بها
لذا في مثال الطيران، من المهم عند قيامك لإنشاء فكرة مرساة أن تختار شيئ في السياق الصحيح لما تخاف من القيام به،
ففي الطيران اختر فكرة مرساة لها علاقة بالطيران الذي ستقوم به
قد تكون فكرة المرساة عبارة عن صورة في ذهني لأبنائي و العشاء العائلي الذي سنقوم به و هذه الفكرة ستجعلني فرحا و متحمسا والأمر كذلك متعلق بالرحلة التي أقوم بها
إذا كان لديك محادثة عليك خوضها مع رئيسك إختر فكرة مرساة عن كيف تشعر بعد إجراءك لتلك المحادثة
تخلص من خوفك و شاهد كيف هو شعورك
ربما تقوم بإلتقاط الهاتف و الإتصال بالشخص الذي تحبه و تقول ” الحمد لله، لقد سار الأمر بشكل جيد!”
أو الخروج من الإجتماع و أنت تشعر و كأنه، نعم! لقد نجوت من تلك المحادثة لدي شعور جيد حيال نفسي
لذا بمجرد أن يكون لديك فكرة المرساة الخاصة بك فأنت على استعداد للتغلب على الخوف.
و لهذا تخلص من خوفك