قم بعمل الشيء الصحيح بالطريقة الصحيحة من أجل الأسباب الصحيحة
كل واحد منا أشخاص، أصحاب شركات، مهنيين، دولة… يجب أن نتحمل مسؤولية خلق ثقافة و سمعة مناسبة للنجاح.
لنتحدث عما يهمنا أكثر هنا و هو بناء نجاح مدى الحياة ، مشروع ناجح و نجاح دائم.
من أهم المقولات التي تعلمتها شخصيا من أحد المليونيرات و هي :”
طريقة قيامك بأمر معين هي طريقة قيامك بكل شيء”.
أتذكر جيدا أنها تقاسمت معي قصتها حول نجاحها
و السبب وراء ذلك النجاح العظيم و أريد أن أتقاسم معكم ماتعلمته منها.
فقد بدأت كلامها بقولها: ” أنا لست فتاة ذكية أنا شقراء و تعلم ما يقال عن الشقراء
و لكن عندي أخلاقيات عمل أخلاقيات و عادات عمل جيدة جدا.
في أحد الأيام و بينما أنا حامل في الأيام الأخيرة إتصل بي أحد زبائن شركتي
و التي تعمل في مجال تنظيف الفيلات في جزيرة لنزاروت قرب إسبانيا.
و التي عملت بجد و اجتهاد لكي أجعلها ناجحة و لكي تكون الجودة شعارها .
إتصل بي و عبر عن عدم رضاه عن ما قامت به العاملة التي أرسلتها له للقيام بعملها.
في ذلك الحين كنت أهيئ نفسي و كل المتطلبات حتى ألتحق بالمستشفى من أجل الولادة.
أوقفت ما كنت أعمل و خرجت مسرعتا إلى فيلا الزبون و أستلمت زمام الأمر بنفسي و بالطريقة التي أعمل بها كل شيء
و لم أغادر الفيلا حتى تأكدت أن كل شيء جيد و أن الزبون في قمة الرضا و الفرح.
بعد ذلك التعب و عند وصولي لمنزلي سقطت على الأرض و لا أذكر شيئا حتى أستيقضت في المستشفى.
بعدها قالت لي أمي أنني هنا لمدة ثلاثة أيام و أن الفتاة أنقذت في آخر لحظة و أن كل شيء على ما يرام.
و بعد أن إطمئننت على ابنتي و أن كل شيء جيد أخذت الهاتف و بدأت في الإجابة عن كل الزبائن و إدارة العمل
حتى أوفي بكل الوعود و المواعيد التي أخذتها و ألتزم بسير الأمور لضمان عيش الموظفين و عائلاتهم و أنا على السرير
وهذا ماجعلني ناجحة فطريقتي لعمل شيء ما هي طريقتي لعمل كل شيء أقوم به. إنتهت القصة
أجد الأمر مدهشا فهذه السيدة مثال للنجاح و رغم أنها اليوم لم تعد تحتاج العمل إلا أنها تعمل بجد
و لا تتوانا عن تقديم المساعدة و هذا أمر يجعلنا نفكر فالعادات و السلوك هو ما يفرق بين الناجح و الفاشل.
بسبب أنني قلت أني سأفعل، و هذه كانت شيم العظماء فكلامهم و وعودهم كانت كالسيف على رقابهم إذا واعدوا لم يخلفوا.
الوعد، هو تصريح تقول فيه لأحد أنك و بكل تأكيد ستقوم بعمل هذا شيء .
آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب و إذا واعد أخلف و إذا اؤتمن خان.
المنافق هو شخص حط الإسلام من قيمته و جعله في أسفل سافلين و عذابه أكبر من عذاب الكافرين.
ذلك لأنه إذا واعد أخلف وعده و كأنه لم يصرح بشيء و إذا اؤتمن خان و إذا حدث كذب
و هذه الصفات الثلاث تجتمع في من يخلف وعده و في من يخون من أمنه و في من يكذب في حديثه
فأينما وجدت إحدى هذه الصفات تجد الأخريات فالكذب يؤدي إلى إخلاف الوعد و إلى الخيانة
و كذلك إخلاف الوعد و الخيانة و هذه الصفات كفيلة بجعل مجتمع بأكمله في أسفل سافلين و لا يمكن
بناء شيء بهذه الصفات و لا حتى عمل شيء و بتبني هذه الصفات لا تعجب من حال المجتمع و ما آل إليه.
و لهذا ما أريد قوله اليوم هو إن كنتم ترغبون في أي شيء في هذه الحياة و ضمان الدار الآخرة
فعليكم أن تكونوا بعيدين كل البعد عن هذه الصفات الهدامة.
أقول بعيدين كل البعد، فيمكن أن تكون هذه النسبة صغيرة جدا في أحدنا فتجده يتساهل مع وعده نفسه بأن يقوم بعمل ما اليوم
أو يضع لائحة بأعمال يجب إنجازها فيخلف بوعده لنفسه و يقول أن
ذلك لا يضر أحدا. الأمر يضرك شخصيا فطريقة عملك لشيء واحد هي طريقة عملك لكل شيء
و إذا لم تدرب نفسك على الإلتزام بهذه الأشياء الصغيرة فإن هذا الإلتزام لن يكون متواجدا في الأمور الكبيرة
و سيؤدي لإخلاف وعدك للآخرين في مرحلة ما.
الإسلام ذم هذه الصفات فحتى و إن لم يكن يعتبر صاحبها خارجا عن الملة
و لكن وقعها على المجتمع ليس جيدا بتاتا فهي آفات مهلكة لصاحبها.
حافظ على وعدك تلقى نجاحك الذي طالما انتظرته.
صدقت
و كلماتك تعطي أملا في الغد.شكرا☺
العفو، يسعدني ذلك