من المهم جدًا التحلي بالصبر ، لكن ماذا يعني ذلك حقًا؟ في هذا السياق ، يعني الصبر أن تكون قادرًا على انتظار تحقيق أحلامك دون الشعور بالإحباط.
العديد من الناس تفقد الصبر و هي تعمل على تحقيق أحلامها
فهم يعملون و يكافحون لكن لا يحققون ما يطمحون له و لا يربحون المال و حتى لا يرون تقدما ملموسا
و هذا الأمر مزعج جدا
هذا الأمر يحصل لنا جميعا، كل من لديه أهداف كبيرة يسعى وراء تحقيقها فالأمر لا يتحقق بين ليلة وضحاها
و ليس هناك نجاح بطرطقة أصبع
في الحقيقة، الناس الأكثر صبرا و اجتهادا و مواظبة و انضباطا و الأكثر عطاءا طوال عملية السعي هم من يصلون لهدفهم مهما كان ذلك الهدف
و لدي بعض الأفكار لكم خاصة إذا كنتم في العشرينات أو الثلاثينات و تظن أن النجاح بعيد و تشعر بالإحباط و تعمل بجد “و لا تجد الصبر
و ربما لازلت تعمل في وظيفة ما و تحاول ادخار بعض المال و ضغوط العمل كبيرة جدا و تبدأ بالتساؤل ” هل سأحقق هدفي؟
ربما لديك مصاريف كراء و معيشة و لا يمكنك أن تستقيل أو توقف عملك على كل شيء و تركز على هدفك
معظمنا يبدأ العمل على أهدافه بدوام جزئي أو ينتظر حتى تكون الظروف مواتية و يجد الشيء الذي يرغب فيه
أشارك معكم هذه السيناريوهات لأنني أظن أن هناك أربعة أشياء يمكن أن تساعد إذا كنت قد بدأت العمل على حلمك بدوام جزئي أو كلي
لكنك لا تشعر بالإنجاز و الفرح و لا تشعر بأنك قريب من الحصول على نجاح كبير و الذي تستحقه و لا تجد الصبر
و إليك أربعة أفكار تعلمتها ساعدتني على الصبر و تحقيق الأحلام
و لهذا ابقوا معي
أولا: ركز على القيام بالأنشطة التي تذهب بك في طريق النجاح و لا تركز على النجاح و النتيجة
لا تكن مركزا على الحصيلة النهائية و نهاية الهدف
تثبيط العزيمة يأتي لأننا مرتبطون عاطفيا بالنتيجة و نرغب في شيء محدد أن يحصل بطريقة يجب أن تحدث
هناك العديد من الناس قاموا بذلك، عملوا لسنين لإظهار ذلك النجاح و بالفعل فهم يعيشون الآن الحلم الذي عملوا من أجله
و لديهم كل الأشياء التي تبعث على السعادة لكنهم ليسوا سعداء لأنهم ركزوا على هذه الأمور الخارجية بدل الأنشطة التي تمنحهم الفرح، الشغف و الإنجاز
ما يجب أن تقوم به هو أنه يجب عليك أن تجد تسوية بين أهدافك و بين الأنشطة التي توصلك لهذا الهدف
يجب أن تكون هذه الأنشطة جزءا من حلمك و التي توصلك إلى حلمك
كشخص عمل لعشرين سنة في عمل لا يحبه حتى يتسنى له الإستقالة من ذلك العمل ليعمل على حلمه
لمدة عشرين سنة قام بأمور ليس شغوفا بها، و هو يوهم نفسه بأنه يجب عليه أن يدخر و يدخر و يدخر حتى يتسنى له في يوم من الأيام أن يعمل على حلمه
و هذا الأمر ليس منطقيا إطلاقا، لا تتخلى عن عشرين أو ثلاثين سنة من عمرك و أنت تقوم بشيء على أمل أن تكسب الحق في القيام بالهدف الذي تطمح فيه
ابدأ بعمل الأنشطة التي تستمتع بها و تجعلك تحس بأنك تتحدى و تبتكر و تنجز و تشعر بالرضى و الرغبة الآن
هذا أمر مهم، الأغلبية تعتقد أن الحلم يعيش بعيدا
هذا أمر خاطئ تماما، فالحلم يعيش في الأنشطة التي تقوم به اليوم
يجب أن تقوم اليوم بما ستقوم به إذا كانت لديك المداخيل التي تسعى ورائها
هناك العديد من الأغنياء التعساء في العالم و الذين امتلكوا الخبرة لكنهم تعساء لأنهم لا يقومون بالأنشطة اليومية التي تمنحهم السعادة و الرضى
إذا أردت أن تصبر و تتحمل في رحلتك، يجب عليك القيام بالأنشطة التي توصلك لهدفك بشكل يوم و لا تنتظر حتى تحصل على الحلم و إنما اعمل من أجله
و إذا كنت في كل يوم تلمس ذلك الحلم حتى و لو بأمور صغيرة جدا فلن تجب نفسك محبطا
الإحباط يأتي من عدم قيامك بأي شيء لتحقيق حلمك و انتظار الوقت المناسب و الذي هو غير موجود بالمناسبة و إنما يصبح الوقت مناسبا
بقيامك بالأنشطة التي تجعلك مستعدا لاستغلال الفرصة لأنك عملت عليها
ليس هناك حلم لا يمكنك أن تلمسه بشكل يومي و تقوم بالأنشطة اللازمة لتطويره بشكل يومي و هذه الأنشطة هي جزء من هذا الحلم
:مثال
لنفترض أن حلمك هو أن تصبح طباخا محترفا، و أنت الآن تعمل في وظيفة فظيعة لك و
تتحمل كل الضغوط و تقول في نفسك أنك تجمع المال لأنك ترغب في أن تصبح طباخا محترفا
أنت أصلا لا تطبخ و لا تقوم بالأنشطة التي تخدم هدفك
تقول أنك تعمل لتدخر بعض المال لتلتحق بمدرسة طبخ كي تصبح طباخا محترفا في يوم ما
يمكنك أن تكون طباخا ماهرا الآن، قم بطبخ عشاء بشكل متقن و إبداعي، قم بملامسة حلمك الآن
توقف عن تأخير حلمك من أجل بعض الأمور المستقبلية و قم بالأنشطة التي لها علاقة بهدف الآن
تريد أن تصبح كاتبا لكنك لا تكتب بشكل يومي و تعمل في وظيفة تأخذ كل مصادرك
الفصل بين الحلم و بين الأنشطة التي توصل لهذا الحلم تؤدي إلى المعاناة في دواخلنا
تريد هذا الأمر لكنك لا تقوم به
لهذا اسأل نفسك أولا: ” هل تقوم بالأنشطة التي لها علاقة بحلمك و التي ستوصلك لهدفك الآن؟ “
لأنه بقيامك لهذه الأنشطة الآن فإن الصبر يصبح أسهل الآن لأنه و على الأقل أن تتذوق هذا النجاح الآن و تجربه الآن
و لهذا انظر إلى أيامك و أسابيعك، هل تعمل على الأنشطة المتصلة بحلمك الآن؟
ثانيا: الصبر يصبح هينا إذا كنت تتعلم بشكل مستمر على إتقان المهارات الأساسية
و أعني بذلك أن تتأكدوا من معرفة المهارات التي يجب أن تطوروها لكي تصبحوا من النخبة في مجالكم
ما هي المهارات التي يجب أن تصبح جيدا جدا فيها؟
ما هي الخمس أو ستة مهارات والتي يجب أن تتقن؟
:مثال
يجب أن أتعلم مثلا كيف أروج خدمتي أو منتجي
يجب أن أتعلم كيف أبني علامتي التجارية و كيف أدير مشروعا
كيف أتواصل مع العملاء أو عبر الفيديو أو فوق خشبة المسرح
تعلم هذه الأمور سيجعلك تتحمل الصبر على تحقيق أهدافك أكثر
التعلم يمنحك التقدم، التعلم يجعلك مستعدا لذلك الوقت التي تحقق فيه النجاح الساحق
التعلم يجعل الصبر أيسر لأن عقلك يحس أنه كفؤ و مؤهل و يتعلم
ربما تكون كل الأبواب مغلقة الآن و ربما حسابك البنكي لا يلبي الحاجيات لكن عقلك يزداد ذكاءا
و يطور المهارات اللازمة
و بالنسبة للدماغ فإن تطوير مهارة يعني تقدما و بالتالي فأنت بخير و الصبر يصبح أسهل و يمكن تحمله
جلوسك و تضييع الوقت و عدم القيام بالعمل و بالأنشطة التي لها علاقة بهدفك يؤدي الإحساس
بالإنفصال عن ذلك الحلم و لم تعد مسألة صبر الآن و إنما مسألة استسلام
لأن العقل يحتاج بعض الحس من التطور والتطور يأتي إما من التعلم و إما من التطبيق
ثالثا: إذا كنت تفقد الصبر على حلمك فهذا ربما لأنك تقوم به وحدك
لم تقم بتطوير صداقة مع آخرين يقومون بالعمل و الأنشطة التي توصلهم لأهدافهم
العمل الفردي يمكن أن يكون قاتلا للحلم
وجود أشخاص لديهم نفس الدوافع و العمل معهم يسهل الأمر بشكل جيد
حتى و لو كنت شخصا منطويا و ترغب في أن تكون و تعمل لوحدك فلابد من تطوير بعض
المهارات حتى تتعامل مع الناس في أحيان وترجع لانطوائيتك عندما تحس برغبة في ذلك
عندما يكون لديك أشخاص تتصل بهم و تتحدث معهم عن تقدمهم و عن الصعوبات و الشكوك
التي تساورك فتجدهم يشجعونك في لحظات ضعفك و تشجعهم في لحظات ضعفهم
الحصول على أصدقاء إيجابيين لديهم نفس الهدف و نفس الرحلة و يعرفون جيدا ماهية هذا الهدف و تحدياته و جماليته
و لديهم معنى و رسالة و صورة واضحة و لا تحتاج أن تشرح لهم لما هدفك مهم لك هو أمر حاسم و أساسي و معظم الأشخاص يفشلون في تحقيقه
و إذا لم يكن لديك هؤلاء الأشخاص فقد حان الوقت لتبحث عنهم بجدية
الهدف هنا هو أن تجمع حولك أشخاص لديهم نفس الطموح و الشغف و تكون عاملك الخاص
و بتكوينك لهذا العالم فأنت الآن تلامس حلمك بشكل يومي
و لهذا تأكد من تطوير أصدقاء لديهم نفس الرغبة في القيام بما ترغب أن تقوم به
معظمنا لا يختار أصدقاءه و يشارك أفكاره مع من ليس بكفء في هذا الموضوع
فتجده يسخر من أحلامه و يسفهها و ينتقص منها و يعطيه رأيه فيما يظن أنه أفضل أو في
الشائع الذي يقوم به من ليس لديهم أهدافهم الخاصة و يدخلون في أهداف ناس آخرين
بعدها يبدأون بالشكوى أن الناس لا تدعمهم و الأمر ليس كذلك أنت فقط اخترت أن تشارك أهدافك مع الناس الخطأ
ابحث عن أشخاص يقومون بما تقوم به فستجدهم يحملونك و يدفعونك في الأيام السيئة
رابعا: يجب أن تدرب عقلك على الصبر و تقدير التحديات
في كل يوم تفكر فيه في الإستسلام و تظن أنك سيء فيما تقوم به و تشعر بالإحباط و أن هذا الأمر ليس متقنا و لن تصل للنجاح أبدا
يجب أن تسيطر على هذه المحادثة مع النفس وأن تقدر و تحترم التحديات
يجب أن تقول لعقلك أن هذه العملية و هذه التحديات وهذه الصعوبات هي جزء من تجهيزي لأكون مستعدا للنجاح
هذا الجزء من التحديات الذي أكرهه الآن هو ما يبني شخصيتي و يجعلني أتقوى أتحدى وأنمو
بمعنى أنني أحدد توقعاتي بشكل صحيح، أتوقع الصعوبات و أتوقع أنني سأكون سيئا في أدائي
و أتوقع أنني لن أحب هذا الأمر و أتوقع بأنني سأرغب في التوقف والاستسلام
استعمل هذه الأشياء المؤلمة و المقرفة لتقوية نفسك و بناء شخصيتك ومهاراتك
كل هذه الأمور التي تجعلك تقول أنك لا تستطيع حل اللغز و إيجاد طريقك ستجعلك أفضل
في البداية يمكن أن لا تعلم كيف تقوم بالأمور و لا مال لديك و لست جيدا فيما تقوم به و لا يمكنك تحمل نفقات أكلك الآن
هذا سيعلمك كيف تجد المال و سيعلمك كيف تنفقه و ستدخل في تفاصيل لم تكن تعلم عنها قبلا فالحاجة أم الاختراع كما يقال
ستتعلم كيف تجد الحلول و تركز عليها و كيف تستعمل الطاولة بدل الحامل الثلاثي القوائم و كيف تصور بهاتف عادي بدك الكاميرا الغالية
و كيف تستلف ذلك الهاتف أو الحاسوب من صديقك لكتابة تلك التدوينة و كيف تستلف الأنترنيت من جارك أو تساهم بقدر بسيط حتى تنجز المهام
تستغل كل قيمة نقدية بشكل صحيح حتى تستحق النجاح
الأشخاص الناجحون هم أشخاص استحقوا النجاح لأنهم تعاملوا مع كل هذه الأمور و قدروا و احترموا التحديات
و الصعوبات التي ألقيت في طريقهم و لم يأخذوا جانب الضحية و الذي يقوم به الأغلبية حين تحدث الصعوبات و هذا أسهل شيء يمكن القيام به
أنا لا أملك مالا فكيف أبني مشروعا وليس لدي معدات فكيف أطور نفسي
التحديات جزء من العملية و من منظومة النجاح و يجب الحفاظ على على سلوكيات جيدة لأنك إذا أستطعت النجاة من هذه الظروف فيمكنك بناء أي شيء
إذا استطعت الصبر وأن تنمو في هذه الحال فيمكنك تحقيق أي شيء
إن تعاملت مع هذه المشاعر الصعبة الآن فأنت لديك الثقة الكاملة مدى الحياة
إذا تعاملت مع هذا الحزن و الهم و الشعور المروع الآن فعندما تصبح الأمور أسهل فأنت لن تستسلم
و إذا كنت ممن يشتكون فستبقى تشتكي حتى و إن وصلت لهدفك و لهذا احترم و قدر هذه التحديات
فالمهم هو ما تصبح عليه ب الصبر على تحقيق الأحلام و أنت تتطور و أنت في رحلتك لتحقيق ذاتك
احترم هذه التحديات التي ستجعلك إنسانا أفضل و تطور سلوكيات جيدة في التعامل مع الناس و المهارات التي تحتاجها
لتستمتع بالرحلة و بالهدف و ما بعد الحصول على الهدف
اجعلها تجربة لتتحول و تنمو و تتطور لشخص أفضل من كل الجوانب لا أن تصل لهدفك فقط
اجعل هذه التحديات توجهك لعيش حياتك الآن بتواضع و كرم و أخلاق عالية و رضى عن النفس و ليس كيف ستعيش في العشر سنوات القادمة
لأنه إذا كنت لا تستطيع تعليم نفسك كيف تعيش حياة رائعة الآن
عندما تحصل على المال و الحرية و غيرها من الأمور التي كنت تطمح لها فأنت لازلت عالقا مع نفسك
إذا كنت لا تستطيع تعليم نفسك كيف تصبح راضيا و فرحا و سعيدا الآن
فيمكنك أن تحصل على الحلم لكن لن تكون سعيدا
إذا كنت غير نزيه و كنت تشتكي و تقوم بأي شيء كان أخلاقيا أم لا للوصول لحلمك و لم تهتم بصحتك و لا الشخص الذي تريد أن تصبح عليه ولا بسعادتك
عند حصولك على كل شيء فلن تكون سعيدا
هذا لأنك لم تعلم نفسك طوال الرحلة كيف تكون سعيدا
لم تعلم نفسك كيف تحترم التحديات و تستغلها لتخرج أنقى و أفضل نسخة منك في كل يوم
و هذا ما تفعله التحديات، تجعلك متواضعا و تخرج أفضل ما فيك
تعلم كيف تعيش الآن و لا تنتظر حتى تصبح غنيا و لديك المنزل و السيارات و الأموال و الإجازات التي ترغب فيها
عش اليوم كأنك أغنى رجل في العالم، لأنك تستحق ذلك و لأنك حي و لأنك إنسان و لأنك أعظم مخلوقات الله
أنت رائع كما أنت و يمكنك تحقيق أي شيء ترغب فيه كيفما كانت ظروفك الآن و لا تدع أي شخص يقنعك بعكس ذلك
أربعة أفكار لتنظيم الوقت -الجزء الثاني.
كيف تتخلص من الغضب؟