كيف تسيطر على عقليتك، تقوي ثقتك بنفسك، و تطور إنتاجيتك؟
مع بداية كل يوم جديد، تكون أمام فرصة ثانية إما لٱغتنام يومك و الإقتراب من أهدافك أو ضربه عرض الحائط و تضييعه و بهذا تكون قد ضيعت يوما من حياتك
لا يمكنك إرجاعه تماما و فرصة ربما لا تحظى بها مرة أخرى.
و لهذا كيف يمكننا التأكد من عدم تضييع يومنا الجديد و وقتنا بصفة عامة و الذي يعتبر أغلى أصل للإنسان: من حقك صرفه لكن لا يمكنك إرجاع جزء من ثانية ذهبت منه.
العقلية، و تعتبر أهم شيء في الإنسان فهي عاداته و أفكاره و هناك نوعين منها: العقلية المتفتحة و المرنة، و هناك العقلية المغلقة.
و تعتبر العقلية 80% من نجاح الشخص أو فشله حتى و لو كان ماهرا فالمهارة تأخذ نسبة 20% فقط.
لن أتحدث عن العقلية اليوم، ربما في يوم آخر، لنرجع إلى ما بدأناه. بسيطرتك على عقليتك فأنت تسيطر على نتائجك.
ما نستهلكه بكثرة هو ما ننتجه بكثرة أيضا، إذا كنت تتعرض لمصادر سلبية كثيرة فأنت بهذا تغذي العقلية المغلقة و العكس صحيح تماما.
و لهذا للسيطرة على عقليتنا يجب أن نسيطر على مصادر تغذيتها.
العادات الصباحية:
إذا لم تكن تبحث عن مصادر تغذية عقلك فأنت بهذا تكون في الوضع التلقائي أي أنك تتعرض للسلبية لأنها موجودة في كل مكان
و لهذا يجب نتحكم في المعلومات التي نستقبلها يوميا
و بدل عادة الوضع التلقائي و السماح لأي شيء بالدخول سنقوم بتطوير بعض العادات الصباحية و التي ستجعلك تمضي يومك بأفضل طريقة ممكنة.
هذا الأمر يتطلب بناء عادات جديدة يومية و لهذا سنجعل هذه العادات الصباحية سهلة و بسيطة في تنفيذها و إنجازها دون الشعور بالتوتر أو أنها تتراكم.
سنبقي الأمر بسيطا و يسيرا و لهذا سنجعل هذه العادات تتكون من ثلاثة أجزاء يمكنكم تطبيقها في عشرة إلى خمسة عشر دقيقة يوميا. و الهدف هنا جعل حياتكم أسهل.
بعملكم على عقليتكم فأنتم تطورون صفاء عظيما في العقل، تتلقون المعلومات بطريقة أفضل،
و كذلك تتعلمون كيف تتعاملون مع الضغوطات اليومية بشكل أفضل و مع كل الأمور
سواء الجيدة منها و السيئة و بهذا نقوم بتطويرك كإنسان ناجح و قوي.
لهذا أريدكم أن تعتبروا هذه العادات أساسية و القيام بها يوميا أمر ضروري. كغسل أسنانك في كل صباح أو الإستحمام أو الإفطار.
بمعرفتك أنك دون القيام بهذه العادات فأنت لن تكون سعيدا و لا واثقا من نفسك و لا في المكان المناسب و لن تقوم بالعمل بأفضل ما لديك و بالتالي لن تصل لأهدافك في ذلك اليوم.
قبل أن نتحدث عن هذه العادات أريدك أن تعرف أنها ستساعدك على التواصل الجيد مع يومك و مع نفسك و تجربة مشاعر إيجابية أكثر.
عندما تكون إيجابيا فإنك تكون مبدعا أكثر، وترى فرصا أكثر. أنت لست في حالة العقلية المغلقة و التي تجعلك قلقا و تقوم بالتسويف والتأجيل و كثرة التفكير السلبي.
هذه العادات ستقوم بإعادة برمجتك و التغيير إلى ذلك المكان الإيجابي بسرعة.
هذه العادات تنقسم إلى ثلاثة أجزاء:
أولا. الشكر
ثانيا. التواصل
ثالثا. الحركة
لنتحدث عن الشكر أولا:
في بداية كل يوم جديد، و في الصباح الباكر أريدك أن تمارس الإمتنان، تجمع أفكار امتنان و مشاعر امتنان لبداية هذا اليوم و لهذا خذ دفتر و قلم.
اجعل هذا الدفتر خاص بالامتنان فقط.
إبدأ بكتابة كل ما أنت ممتن له و كل ما يشعرك بمشاعر الشكر و الحمد و الإمتنان.
مثلا: أنا ممتن لهذا اليوم الجديد و الفرصة الجديدة، ممتن لأنني على قيد الحياة، ممتن لأهلي، زوجي، زوجتي، أبنائي، ممتن لمشروعي أو وظيفي، ممتن لصحتي، ممتن
لأصدقائي، ممتن لله على نعمة السمع و البصر و الصحة ……..
المهم أن تكتب و بالتفصيل ما يشعرك بمشاعر الإمتنان و الشكر، تواصل مع نفسك و اجعل الكلمات تنساب من قلبك.
هذه الخطوة تجعلك تحس بالإمتنان و الشكر و تقدير النعمة التي أنت فيها بالتفصيل
مما يجعلك شخصا متواضعا شاكرا غارقا في النعم التي لا يراها غيرك و يظنون أنهم يدينون
للحياة بشيء و يتعاملون كضحايا و الحياة لا تدين لهم بشيء.
ستشعر بفرح و سرور، و سيسهل عليك التواصل مع الناس و بناء علاقات و بالتالي تطوير نفسك، مشروعك و أهدافك.
ثانيا. التواصل:
أو ما نسميه التأمل و هناك من يسميه التصور و يمكنك تسميته بالطريقة التي تحب.
ابحث عن مكان فيه هدوء و احرص على أن لا يقاطعك أحد. هذا المكان يجب أن يكون مريحا حتى تكون مركزا جيدا.
استمع إلى فيديو يتحدث عن الإيجابية، و يذكرك من أنت و بما يمكنك فعله و ما لديك من قدرات و غيرها.
اليوتيوب مليئ بهذه الأمور فقط ابحث عن فيديو يتحدث عنك و يشعرك بتواصل تام وكأنه يعرف عنك كل شيء.
التأمل يجعلك متواصل مع نفسك و مع العالم، يجعلك حاضرا و يضعك في ذلك المكان الإيجابي
و هذا يجعلك تبدأ يومك بانتباه و اهتمام بدل أن تكون في تفاعل مع كل ما تمر به.
وقت التأمل هو وقتك الخاص الذي تستثمر فيه لنفسك لأنك تعلم أن اليوم سيتطلب منك الكثير. التأمل يجعلك صافي الذهن و بهذا يمكنك اتخاذ قرارات أفضل.
سيجعل مركزا أكثر و التركيز من أعظم صفات الناجحين و بالتالي ستكون لديك طاقة أكثر.
و الآن مع آخر جزء وهو التحرك:
هنا نتحدث عن جعل جسدك يتحرك و يخرج من خموله و يتناسب مع استعداد عقلك و لهذا الرياضة و القيام ببعض الحركات مهم جدا .
و إذا كان لديك وقت كاف يمكنك القيام بتمارين أو الذهاب إلى صالة الرياضة و إلا فيمكنك التحرك في بيتك و القيام ببعض الحركات البسيطة .
الهدف هنا أن يتحرك جسدك و ينفض عليه الخمول و يجدد طاقته.
بهذه الطريقة أنت مستعد للسيطرة على يومك من أوله .