التعليم/ تسعة عشر
اليوم من المهم جدا أن تجعل طفلك يعرف أن التغيير هو جزء من مستقبله. في الواقع، قد يكون من المهم أن تدع طفلك يعرف أن قدرته على التغيير و التعلم بسرعة هي على الأرجح أهم مما يتعلمه في المدرسة.
أفكار للآباء
كان هناك برنامج على التلفاز يعرض بعض الأمهات و اللواتي تأخذن بناتهن للعمل حتى تعرفهن على ما تقمن به كوظيفة.
المعلق في التلفاز تكلم بحماس عن هذه التجربة قائلا: “هذه فكرة جديدة و جريئة”، أمهات تعلمن بناتهن كيف يصبحن موظفات جيدات في المستقبل.”
في الواقع هذه “فكرة قديمة”.
عندما أتحدث مع الشباب اليوم، عادة ما أسألهم ما صيغة النجاح التي يعملون بها. صيغتهم أم صيغة آبائهم؟
في سنة 1960، معظم الآباء كانوا يقولون لأبنائهم بنبرة صوت فيها بعض الذعر، ” احصل على تعليم جيد حتى تستطيع الحصول على عمل جيد”.
السبب وراء هذا الذعر هو أن معظم هؤلاء الآباء نشأ في حقبة الكساد الكبير، مرحلة لم يكن فيها وظائف.
لمعظم الأشخاص الذين ازدادوا ما بين سنة 1900 و 1935، مشاعر خوفهم، الخوف من عدم الحصول على وظيفة و الخوف من عدم الحصول على ما يكفي من المال، أثر بشكل كبير على أفكارهم، كلماتهم وأفعالهم.
عندما أسمع أحدهم يقول، “لكن يجب أن تحصل على وظيفة”، أقول له ” على رسلك، إهداء. خذ نفسا عميقا. الكساد الكبير قد انتهى.
الانترنيت موجود و يعمل. توقف عن إعطاء نصائح من التاريخ. خذ بعض الوقت لتتوقف و تفكر.”
بعض الأشخاص يهدؤون، و الأكثرية لا. معظم من التقيتهم خائفون تماما من عدم الحصول على وظيفة، و لا المال، و معظمهم لا يستطيع التفكير بعقلانية بسبب المخاوف القديمة التي ورثوها إبنا عن أب .
واحدة من بعض الأمور المهمة التي يمكن للآباء فعلها هو التوقف، التفكير و النظر إلى المستقبل، بدلا من استعمال نصائح مبنية عن الماضي. كما قلت، الكساد انتهى.
معظم الأطفال يتركون المدرسة أو لا يأخذون التعليم بجدية بسبب أن التهديد بعدم الحصول على وظيفة آمنة، و مضمونة كسبب للذهاب للمدرسة لم يعد ينفع إطلاقا.
الأطفال في المدرسة يمكنهم رؤية أن المبالغ الطائلة لم تعد تدفع للنجم الأكاديمي. الأطفال يعلمون أن الأشخاص الذين يجنون المال الوفير هو نجوم الرياضة، الغناء، و الأفلام.
هم يرون أن آبائهم يذهبون للعمل، يعملون بجد، لا يأتون للمنزل، و يستخدمون مربيات، فيقولون في أنفسهم،” أهذا ما سأذهب للمدرسة لأقوم به في النهاية؟ أهذا ما أريده لحياتي؟ هل أرغب بفعل هذا بأبنائي؟
كان يجب علي التوقف عن عمل ما كنت أجيده
تعلمت على يد العديد و العديد من الناجحين و قرأت سيرهم و استوقفني إدراكهم الواضح لأنفسهم وهنا أستحضر إحدى القصص لأحد الناجحين و الذي تقاعد في سنة 1994 في عمر يناهز 47،
بالطبع ليس التقاعد الذي نعرفه جميعا و إنما وصل إلى الحرية المالية، بعد ذلك كان سؤاله “ماذا سأعمل لبقية حياتي؟ “يقول: سؤال وزنه ثقيل في عقلي.
فبدل أخذ راحة لمدة عام. قررت عمل ما يطلق عليه الناس “إعادة اختراع” نفسي.
هذا يعني أنني يجب أن أغير صيغة نجاح التعلم و صيغة نجاحي المهنية. إذا لم أفعل ذلك، كنت سأصبح كالملاكم المحترف العجوز الذي عاد للحلبة بعد عام من التوقف.
بإعادة اختراع نفسي، كان يجب أن أتوقف عن عمل ما كنت أجيده و يجعلني في منطقة راحتي. هذا يعني أنه علي التوقف عن ندواة تعليم ريادة الأعمال و الإستثمار.
لكي أجدد نفسي، يجب أن أتعلم شيئا يجب أن أتعلمه لكي أغير طريقة تفكيري. و لعمل ذلك، اخترعت لعبة لوحة تعلم ما كنت أعلمه، و كان يجب أن أتعلم الكتابة، موضوع فشلت فيه مرتان في الثانوية.
اليوم أنا معروف أكثر على أنني كاتب أكثر من أي مهنة قمت بها في الماضي. لو لم تكن لدي صيغة للنجاح تعليمية، مهنية و مادية لما وصلت إلى الرفاهية و التقدم بحياتي أكثر.
لو لم أتحرك، لكنت أصبحت قديما و ممن عفى عنه الزمن في سن السابعة و الأربعين، و لقضية حياتي أحن للأيام الخوالي و التي كانت جيدة و مليئة بالنجاح.
و إلى مدونة أخرى بإذن الله.
