التعليم/ خمسة و عشرون
التعليم رباعي الأسطح
يقول روبرت، عندما أدركت أن هناك جانبين للطاولة، أصبحت أكثر اهتماما بتعليم نفسي ما يتطلبه الأمر للجلوس في جانب أبي الغني من الطاولة. لم تكن قبل فترة طويلة أدركت فيها كم يجب علي أن أدرس.
أدركت أنني لست سأدرس مواضيع في المدرسة فقط. سأحتاج أيضا لدراسة مواضيع لا تدرس في المدرسة. أصبحت ملتزما أكثر بتعليمي.
أحتاج لتعلم أشياء أكثر مما تدرس في المدرسة إذا كنت أريد أن أكسب الحق في الجلوس في الجانب الآخر من الطاولة على الآخرين الذين ذهبوا للمدرسة.
عرفت أنني يجب أن أصبح أذكى من الأطفال الأذكياء في المدرسة إذا أردت الجلوس في الجانب الآخر من الطاولة. أحتاج أن أتعلم أكثر من مجرد مهارات الوظيفة التي يطلبها أرباب العمل.
أخيرا وجدت شيئا كان فيه تحديا لي و أعطاني سببا لكي أدرس، شيئا كنت مهتما بدراسته. بين سن التاسعة و الخامسة عشر، بدأت تعليمي الحقيقي. أصبحت تلميذا مدى الحياة و أنا أعلم أن تعليمي سيستمر حتى بعد أن أنتهي من المدرسة.
وجدت أيضا ما كان يبحث عنه أبي الحقيقي، ما كان ناقصا في النظام التعليمي، نظام صمم لإنتاج تدفق ثابت من العمال الذين يبحثون عن وظيفة آمنة و مضمونة، لكن لم يدرسهم نهائيا ما الذي يعلمه حقا الأغنياء و من يجلسون في الجانب الآخر من الطاولة.
التعليم رباعي الأسطح يتكون من أربعة جوانب : العقل، الجسد، الروح و المشاعر.
عندما أتحدث عن التعليم و الدراسة، عادة أستعمل هذا الرسم البياني الذي أسميه التعليم رباعي الأسطح. هو مركب من العبقريات السبع و بعض التجربة الخاصة لي كأستاذ لريادة الأعمال والاستثمار.
و رغم أن المبيان ليس مبنيا على علم دقيق، فهو يعطي بعض المراجع المفيدة للمناقشة.
أنا شخصيا تعلمت كثيرا من لعبة مونوبولي لأن اللعبة جعلتني أشارك عقليا، جسديا و بكل مشاعري. اللعب بها جعلني أفكر بعقلي، حالة النفسية كانت الإثارة، و كانت تحركني جسديا. اللعبة استحوذت على تركيزي واهتمامي لأنها كانت تشارك الكثير مني، خاصة أنني كنت شخصا يحب التنافس؟
عندما أكون في قسم، يتطلب الجلوس بثبات و الإستماع لشخص يتكلم في موضوع لا يهمني نهائيا و ليس له صلة شخصية بي، فإن مشاعري تتحول من الغضب إلى الملل و الضجر.
جسديا أبدأ بالتشنج، أو أحاول النوم فقط لأتجنب الألم العقلي و النفسي. أنا لا أبلي جيدا و أنا جالس بلا حراك، محاولا إدخال المعلومات عقليا، خاصة إن لم أكن مهتما أو أن المتحدث ممل.
يمكن أن يكون هذا السبب في أن الآباء و المدرسة يستعملون المزيد و المزيد من التخدير لإبقاء الأطفال مفرطي النشاط جالسين بدون حراك فوق مقاعدهم؟ هؤلاء الأطفال ربما يتعلمون جسديا و ليسوا مهتمين بما طلب منهم أن يتعلموه. و عندما يتمردون، يقوم النظام بتخديرهم؟
التعليم الروحي ليس بالضرورة الذي له علاقة بالدين، و يمكن أن يأتي من هناك أيضا. ما أعنيه بالروحي هو الإحساس الذي نحصل عليه عندما نذهب إلى مكان خاص كالأولمبياد مثلا و نرى الأطفال بتحديات جسدية يجرون أو يدفعون كراسيهم المتحركة بكل أجسادهم، وعقولهم، وأرواحهم.
ذهبت إلى برنامج خاص و روح هؤلاء الشباب لمست كل الجمهور. أنا أيضا وقفت على قدمي و قمت بالتشجيع عندما رأيت هؤلاء الشباب يدفعون تحدياتهم الجسدية بقوة أكثر مما أدفع أنا جسدي القادر.
روحهم وصلت و لامست كل أرواحنا. هذه الأرواح الشابة ذكرتنا جميعا من نحن و مما صنعنا حقا. هذا نوع التعليم الروحي الذي أتكلم عنه.
عندما كنت في الفيتنام، رأيت شبابا يقاتلون حتى عندما يعلمون أنهم سيموتون. كانت روحهم من حملتهم، يعطون حياتهم حتى يتمكن أعضاء فريقهم من الحياة.
كنت شاهدا أيضا على أمور حصلت لا أجرء على كتابتها. رغم ذلك، شاهدت شبابا كانوا يقومون بأشياء لا يمكن شرحها على الأرجح من الناحية العقلية، النفسية، و لا الناحية الجسدية. ذلك نوع القوة الروحية التي أتكلم عنها.
نكمل قصتنا في المدونة الأخرى إنشاء الله