تحديد التوقعات: كيف تبقى إيجابيا خلال الأيام السيئة؟
من الصعب جدا أن يكون الإنسان في أفضل حالاته ويبقى إيجابيا في الأيام السيئة
والشائع أنه في مثل هذه الحالات تجد الناس تشتكي و في قمة الانزعاج
بل هذه ثقافة بحيث تجد الناس يتفانون و ينغمسون في السلبية و يتفننون في تقديم أفضل ما عندهم من سلبية
و هذا يصعب الأمر على الناس الإيجابية و التي تحاول أن تتحسن و تعمل بحماس لتغيير العالم و القيام بعمل جيد
هذا أمر صعب و أنا أعي هذا تماما
كونك شخصا إيجابيا تخصص جهدك و تعمل بجد حتى تكون في أحسن حالاتك و تؤدي دورك
في المساهمة في تحسين هذا العالم يمكن أن يكون صعبا
أنا أعلم هذا الأمر و هذا هو موضوع هذه الحلقة
سنتحدث عن ما يحتاجه المرء في تلك الأوقات الحالكة التي يصعب فيها أن تبقى إيجابيا، أوقات الإحباط و أوقات النكسات الكبرى
و التي تحصل للجميع بلا استثناء
بسم الله الرحمن الرحيم: ” ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين” صدق الله العظيم
هذا أمر عام، و لهذا سنتعلم كيف نعمل عقلنا لتجاوز هذه الأمور بشكل أسرع
و حتى تحس بأنك حي مجددا بعد تلك الأيام السوداء
يجب أن نعلم كيف نكون مرنين أكثر مع هذه الأوقات إذا كنا نرغب في أن نصحب من أصحاب الأداء العالي
يجب أن نتعلم كيف نحول كل هذه الطاقة السلبية إلى شيء يمكننا التحكم فيه و يمكننا أن نخرج منه بعض الأمور الإيجابية و التي نرغب فيها
و هذا صعب، فربما تعاني و تكافح مع مشروعك الآن، و ربما الزوج أو الزوجة غير داعمة و لا مساندة
أو ربما أحد أفراد أسرتك مريض جدا و المؤشرات الصحية ليست جيدة بتاتا
أعلم أن هذا الأمر صعب، و لهذا أنا هنا أذكرك بأن المصيبة تصيب ولا تخطئ و أن البلاء حق و كذلك أحاول تشجيعك على رؤية الأمور بطرق مختلفة قليلا
و تجربة بعض الأمور الجديدة التي ستخرجك من هذه الأوقات السيئة بطريقة أسرع
و أول شيء أريد التحدث عنه هو أمر لا يفكر فيه معظم الناس
الأوقات الصعبة و مصائب الحياة غالبا لا يكمن أن نقي أنفسنا منها
لا يمكننا تفادي المصائب و لا البلاء و غيرها
:و لكن إليك ما تعلمته
الأشخاص الذين يتعرضون للسقوط مرارا و تكرارا و لا يستطيعون الرجوع إلى المرونة و الأداء العالي غالبا مايقومون بشيء بسيط و الذي تبين من بعد أن هذا الأمر يقوم به أعظم القادة في العالم و هو:
تعلم كيف تتوقع الدراما
أعلم أن الناس مختلفة فمنهم من يعاني من مشاكل ضخمة و منهم من يعاني مشاكل صغيرة و لهذا دعوني أعطي أمثلة هنا من مشاكل صغيرة إلى أخرى كبيرة
في بعض الأحيان، يكون قد إنتهى يومك و قد قمت مسبقا باجتماع لم يكن جيدا كالمتوقع وهذا جعلك تشعر بالإحباط
و ما يحدث في الغالب هو أن هذا الإحباط ناتج عن عدم توقع عدة أمور في البدايات
فما يحدث هو أنك كنت تؤدي مهامك بكل تلك التوقعات الكبيرة لكنك لم تتوقع الصعوبات و التحديات التي يمكن أن تحدث
و قد تبين من خلال العديد من الدراسات أن القادة يتوقعون الدراما فتجدهم يستشعرون بعض الذعر
ليس ذعرا بشكل سلبي لكن يفكرون في الأمور التي يمكن أن تكون خاطئة و التي ستجعلهم يحسون بأنهم أقل إحباطا فيما بعد
:مثال
إذا كنت ذاهبا إلى ذلك الإجتماع الكبير لذلك اليوم و أنت متحمس جدا حيال هذا الإجتماع لأنك و أخيرا يمكن أن تكون شفافا و تشارك أفكارك و أهدافك الجديدة و تقوم بوضع خطة لكل شيء، ما ستقوله و كيف ستتحدث و قد تدربت على كل شيء لكن في وسط الإجتماع يقوم شخص ما بقول ” أنه يفكر في أن فكرتك غبية”
و أنت لم تتوقع هذه الدراما، لم تتوقع أن يسفه أحدهم أفكارك و يشكك فيك
لم تتوقع أن يعترض أحد أو يقوم بمقاطعتك
هنا، إذا لم تتوقع هذه الأمور فإنها ستؤثر عليك بشدة و تبعثر جميع أوراقك بحيث في نهاية اليوم تكون في حالة مزرية حيال هذا الأمر و أنت تردد: ” ياإلهي، لم أظن أن ذلك الشخص سيقول ما قال “
إذا قمت بالتفكير مسبقا في الأمور التي يمكن أن تمر بشكل خاطئ و تقوم ب تحديد التوقعات بشكل صحيح
فعندما تحدث هذه الأمور تكون ردت فعلك هادئة
فقد رأيت هذه الأمور بعقلك و توقعتها و ظننت أنه يمكن أن تحدث
و قد توقعت ما يمكنك القيام به في هذه الحالة
و كذلك هو الأمر مع المصائب العظام في الحياة
ففي بعض الأحيان سيكون هناك أمر جلل، و لنقل مثلا أنك متجه نحو طلاق
الناس تتجه نحو الطلاق و لا يفكرون في الأمر
فهم لا يتوقعون أنه من الطبيعي أن الشخص الآخر سيدافع على ما يريد
بكل تأكيد أن الطرف الآخر سيكون أنانيا في وقت ما أو خائفا
و بكل تأكيد سيناقش و يلوم في وقت ما
لكن عند حدوث هذه الأمور تجد أن الناس تتفاجئ من أن الشخص الآخر يلوم
فهنا الناس تنسى التصرفات البشرية و لا تتوقعها و ارجوا أنك فهمت الفكرة
نفس الشيء يمكن تطبيقه على الصحة أيضا
تجد أشخاصا في عمر الخمسين و تجده يشتكي من ثقل جسده و هو لم يتحرك منذ سبعة أعوام
لم يتوقع أنه بعدم تحركه لسبعة أعوام فإن جسده سيكون على تلك الحال و هذا ما يحدث فالصحة تتناقص و الناس لا تتوقع ذلك
كلما زدت عمرا كلما وجب عليك أن تعتني بصحتك بشكل أكبر
و لهذا لا يمكنك أن تنهض في يوم ما و تقول أنك حزين لأنك عجوز و صحتك متدهورة و شعورك سيء ألم تتوقع هذا قبلا و تعمل بجد على الحفاظ على صحة جيدة؟
كيف لم تعلم أنه سيتم مقاطعتك في ذلك الإجتماع؟
كيف لم تعلم أنه و أنت تحاول أن تحول ذلك الشخص إلى زبون أن يقول لا
يجب تحديد التوقعات بشكل صحيح
يجب أن تتوقع الصعب و تكون مستعدا له في حالة حصل
و سنتحدث عن باقي النصائح و النقاط في حلقة أخرى بإذن الله
:و الآن مع سؤال الحلقة
كيف تقوم ب تحديد التوقعات وتبقى إيجابيا؟ شارك معي رأيك في التعليقات
هل وجدت الموضوع مفيدا؟ ارجوا حقا ذلك
كيف ترجع إلى التوازن بعد الفشل
كيف تجد الوضوح في حياتك؟
تحتاج التحفيز الذاتي و تحس أنك عالق؟ استعمل هذه التقنية
