التعليم/ ستة عشر
هل سيصبح طفلك غير صالحا في الثلاثينات؟
كلما كبرت، كلما قلت قيمتك
فكرة وظيفة واحدة مدى الحياة هي فكرة من العصر الصناعي.
منذ سنة 1989 عندما سقط حائط برلين و ظهرت شبكة الإنترنت، العالم وقواعد التشغيل تغيرت.
وواحدة من القواعد التي تغيرت هي : ” كلما كبرت، كلما زادت قيمتك” ( للمشروع).
بمعنى أن هذا الأمر كان صالحا في العصر الصناعي، لكن القواعد أصبحت العكس الآن.
بالنسبة للعديد من الأشخاص في عصر المعلومات، كلما كبرت في السن، قلت قيمتك. و لهذا فإن صيغة نجاح الطفل يجب أن تكون في موقعها حتى تتماشى مع التغييرات القادمة.
الآن يجب أن يتم الإعداد جيدا لصيغة التعلم الناجحة لدى الطفل حتى يستطيع أن يتماشى مع التغييرات في صيغته للنجاح المهني.
بكلمات أخرى، الإحتمالات هي أن طفلك سيصبح قديما في سن الثلاثين و سيحتاج إلى تعلم صيغة مهنية جديدة فقط لكي يتماشى مع التغييرات المهنية التي يتطلبها السوق.
بمعنى آخر، إذا كان لطفلك الفكرة القديمة لوظيفة واحدة و مدى الحياة و لم يكن مستعدا ليتعلم و يتغير بسرعة، الفرص هي أن طفلك سيتراجع للوراء بكل عام يمر.
العلامات الجيدة لم تعد مهمة
المستقبل لم يعد ينتمي للطفل الذي يتخرج من المدرسة بعلامات جيدة جدا. بل إنه ينتمي للطفل الذي يحمل أفضل صيغة نجاح للتعلم .
و الأفكار التقنية الحديثة أهم من التعلم من أجل الامتحان لنيل علامات جيدة،
على الطفل أن يتعلم كيف يتعلم، يتعلم كيف يتغير، يتعلم كيف يتكيف بسرعة أكبر من زملائه. لماذا؟
ذلك بسبب أن معظم المهارات التي سيدفع عنها أرباب العمل و المشاريع مبالغ ضخمة في المستقبل لا تدرس في المدارس اليوم.
فقط أنظر إلى بيئة العمل اليوم. الأشخاص الأكثر طلبا هم الأشخاص الذين يفهمون الأنترنيت، موضوع لم يدرس في المدرسة إلا في السنوات الأخيرة.
و الأشخاص الأقل طلبا هم من يرغبون براتب ضخم و هم بعيدون عن العصر المعلوماتي.
إزدهار و إخفاق
و لفهم الإزدهار و الإخفاق، فلنرجع للخلف قليلا عبر ازدهارات و إخفاقات التاريخ.
في سنة 1900 كان هناك 485 صانع سيارات. و في سنة 1908 تبقى النصف فقط.
اليوم 3 من أصل 485 فقط متمسكون بمكانهم تقنيا.
و كذلك في سنة 1983 كان هناك تقريبا 40 شركة كمبيوتر في أمريكا. اليوم هناك أربعة فقط.
في سنة 1983 بوروز، كولكو، كومودور و زنيت كانوا قادة تقنيات الكمبيوتر المستجدة.
و اليوم معظم الشباب الذين يعملون في مجال صناعة الكمبيوتر لم يسمعوا بهذه الشركات قط.
التكنولوجيا تتعدى القارات. و اليوم من يتنافسون مع أبنائكم عن العمل ربما ليسوا حتى في نفس القارة و لن يسألوا بكل تأكيد عن نفس الراتب.
و أكتفي بهذا القدر و إلى مدونة قادمة إنشاء الله
إذا وجدت المعلومات مفيدة فشاركها مع من تحب أن تجعل حياتهم أسهل و من هم عزيزين على قلبك.
