لكل منا ماض، بعضنا عاش ماض سيء و البعض الآخر كان ماضيه عاديا و آخرون كان ماضيهم جيدا، لكن هل يحدد ماضيك مستقبلك؟
هل إذا فشلت مئات المرات بالماضي فمستقبلك فشل أيضا؟
هل يحدد ماضيك مستقبلك؟
دعني أجيبك عن هذا السؤال الذي أثقل كاهلك و شتت أفكارك ودخل في قصتك التي رسمها دماغك و يعاود سردها كلما اشتد بك الحال و ضاقت بك الدروب و بدأت بالإستماع للأغنية التي تريحك و التي تبتدئ ب”أنا الضحية”.
ماضيك لا يحدد من تكون
ما تقوم به الآن. يفعل ذلك.
إذا كنت تعيد نفس الأسطوانة و تجد نفس النتائج فهذا ليس ماضيك بل هو ما تفعله الآن و هو يحددك.
ما أنت ملتزم بفعله يحدد من تكون.
إقرأ عن عادات الأشخاص الناجحين جدا و عن الأشخاص العاديين و غير الناجحين
من المستحيل ألا ترى الفرقات و الإختلافات الواضحة بينهم في العادات و التفكير و واحدة من أكبر الإختلافات تكمن في التفكير و العيش في الماضي أو التخطيط للمستقبل،
هل تعرف أحدا يذكر ماضيه كلما التقيته؟
أو هل أنت هو؟
أم أنك ممن يخطط لمستقبله؟
الأمر سهل و لا يحتاج علما مركبا فيمكنك أن تكتشف من أنت من العقلية و الأفكار التي تسيطر عليك.
الأغلبية، و أعني بذلك الأشخاص العاديين و الغير الناجحين يفكرون بالمقام الأول في الماضي ” هذا ما حدث لي، و لو لم يحدث هذا لكنت أصبحت حيث أريد أن أكون اليوم”، ” كان يجب أن أفعل هذا في الماضي أما الآن فقد فات الأوان”، ” هذا الشخص أساء لي في الماضي و لهذا السبب أنا لست حيث أريد أن أكون”
النتيجة
تمسكوا بالماضي و قام بسحبهم للأسفل و كنا قد تحدثنا عن أن الحياة تجرك للمعركة سواء أحببت أم أبيت فتقوم الحياة بقهرهم بشكل مستمر يوما بعد يوم،
لا يتحملون مسئوليتهم و لا ثقت لهم في المستقبل لأنهم عالقون و بشدة في الماضي و لذلك ماضيهم يكرر نفسه في المستقبل مرارا و تكرارا ” نفس الأفكار نفس النتائج”.
الشخص الناجح
على الرغم من ماضيه فهو يفكر فقط في الحاضر و يتأكد من عمل اللازم فيه ليغير مستقبله،
و كما قال الحبيب عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم” يومك يومك”.
الناجحون يحددون الأهداف من أجل المستقبل،
أهدافهم واضحة جدا كي تدفعهم للأمام، لكي تضيء الرغبة المشتعلة داخلهم و تعطيهم الشغف من أجل وضع بصمتهم في الحياة،
يتصورون النتائج المقبلة من واقعهم و حاضرهم نحو المستقبل،
يرون المستقبل مكافأة لجهودهم و ليس صراع يتم إحضاره للحياة.
الطريقة الوحيدة للوصول للمستقبل، للمكافأة الكبرى هي أن يكون لديك تأثير قوي في هذه اللحظة القوية الراهنة “الآن” و هذا يشبه عملنا في دار الدنيا و الذي يترجم إلى مكافأة في دار البقاء.
كل الأشخاص الناجحين يعلمون أن كل لحظة إيجابية و مثمرة في الوقت الحاضر تؤدي إلى لحظة إيجابية و ناجحة في المستقبل.
الشخص الناجح عادة ما يعاني من ماض قاس مثل الشخص العادي لكن المعنى يختلف في الحالتين فبدلا من لعب دور الضحية فإنهم يتابعون في الحياة،
بدلا من الخوض في الماضي فإنهم يخططون لكيفية صنع حياة أفضل في المستقبل.
بدلا من استخدام الماضي كذريعة فإنهم يستخدمونه كوقود ليقودهم إلى أي مكان كانوا في حاجة للذهاب إليه.
ماذا تفعل بماضيك؟
استخدم الماضي الخاص بك كوقود ليأخذك أينما كنت في حاجة للذهاب و لا تحمله فوق ضهرك فيغرسك في قاع الأرض.
إذا نظرت إلى الخلف تأكد أن ذلك فقط لكي يدفعك إلى الأمام.
لا تلوم الآخرين على ما أنت فيه فهذا مضيعة للوقت، إعتمد على نفسك و اصنع بداية جديدة.
مستقبلك يبدأ اليوم و ليس غدا.
خطط الآن، عش حياتك الآن.
