التعليم/ سبعة و عشرون
الأطفال يغادرون المدرسة غير مستعدين
المداس لا تدرس مهارات البقاء على قيد الحياة اللازمة لعالم اليوم.
معظم الطلبة يغادرون المدرسة باحتياجات مادية و يبحثون عن الأمان، أمان لا يمكن إيجاده في الخارج. الأمان يوجد في الداخل.
معظم الطلبة يغادرون المدرسة غير مهيئين عقليا، عاطفيا، وجسديا، وروحيا.
النظام المدرسي قام بواجبه بتوفير تدفق ثابت من الموظفين و الجنود الذين يبحثون عن عمل في شركات كبرى و في الجيش. كلا الأبوين كان على دراية بالأمر، لكن كل واحد منهما رآى الأمر من منظور مختلف. واحد منهم رآه من جهة من الطاولة، و الآخر رآه من الجهة الأخرى.
عندما أقول للناس، ” لا تعتمدوا على أمان الوظيفة. و لا على الشركة لكي تعتني بكم ماديا. و لا تتوقعوا من الحكومة أن تعتني بكم عندما تتقاعدون، ” عادة ما يتوانون أو يتشنجون. بدل الإشتعال و الحماس، أرى مزيدا من الخوف.
الناس تتشبث بالأمان الوظيفي بدل الإعتماد على مؤهلاتها الخاصة.
هذا الإحتياج للأمان حدث لأن الناس لم يجدوا هوياتهم الجديدة و لا يثقون في قدراتهم على النجاة بأنفسهم. فهم يتبعون، خطوات آبائهم، يقومون بما قام به آبائهم و يتبعون نصيحتهم ب” أن يذهبوا للمدرسة حتى يحصلوا على مهارات الوظيفة التي يطلبها أرباب العمل.” معظمهم سيجدون وظيفة، لكن القليل من سيجد الأمان الذي يبحث عنه.
من الصعب جدا أن تجد الأمان الحقيقي عندما تكون نجاتك متعلقة بشخص آخر، شخص حدث أنه يجلس في الجهة المقابلة للطاولة.
صحفي أصابه الغضب الشديد عن ما قلته في لقاء صحفي عن التعليم. لقد أبلى جيدا في المدرسة و حصل على عمل جيد وآمن.
بغضب قال لي، “هل تقول أن الناس لا ينبغي أن يكونوا موظفين؟ ماذا كان سيحدث لو لم يكن هناك عاملون؟ العالم كان سيتوقف.”
اتفقت معه، أخذت نفسا، و بدأت الإجابة، ” أنا أتفق أن العالم يحتاج العمال. و أؤمن أن كل عامل يقوم بمهمة قيمة. رئيس الشركة لا يمكنه القيام بعمله إذا لم يقم الحاجب بعمله. و لهذا أنا لا أحمل ضغينة ضد العمال. أنا أيضا عامل.”
“إذا ما الخطأ في أن نظام التعليم يعلم الناس كي يصبحوا موظفين أو جنودا؟” سأل الصحفي. ” العالم يحتاج العمال.”
مجددا اتفقت معه و قلت، “نعم، العالم يحتاج عمال متعلمين. العالم لا يحتاج عبيدا متعلمين. أظن أن الوقت حان لإعطاء كل الطلبة التعليم الذي يجعلهم أحرار.
لا تطلب الزيادة
لو فكرت أن طلب الزيادة سيحل المشكلة، لكنت قلت لكل الموظفين عندي أن يطلبوا زيادة. لكن إذا أراد عامل المزيد من المال، ذو صلة بالخدمة التي يقدمها للشركة، الشخص الآخر في الجانب الآخر من الطاولة يضطر للبحث عن عامل جديد. إذا كانت النفقات كبيرة جدا، فإن مستقبل الشركة يصبح مهددا. معظم الشركات لم يعد لها وجود الآن لأنها لم تستطع احتواء تكلفة العمال. مشاريع تتحول خارج بلدانها لأنها تبحث عن عمالة رخيصة. و التكنولوجيا حلت مكان العديد من الوظائف كوكلاء السفر، و السماسرة و غيرهم.
لكن السبب الأساسي لقولي، “لا تطلب الزيادة”، هو أنه في معظم الحالات، مزيدا من المال لن يحل المشكلة. عندما يحصل الناس على زيادة، الحكومة تحصل على زيادة أيضا،و عادة الناس تحصل على المزيد من الديون.
إذا أراد الشخص فعلا الحصول على الأمان المالي، لابد له من تغيير عقلي، عاطفي، جسدي و ربما روحي حتى. عندما يبدأ الناس عقليا بتعلم التعليم المالي المناسب، سيبدأون بالتغير عاطفيا، وجسديا وروحيا. في اللحظة التي يتطور فيها إدراكهم الشخصي، سيبدأون باكتشاف أن احتياجهم لعمل يقل و سيبدأون بالقيام بواجبهم المنزلي عندها.
كما قلنا ” أنت لا تصبح غنيا في العمل، أنت تصبح غنيا في البيت.”
واجبكم المنزلي
أخبر الآباء أن ما يدرسونه لأبنائهم في البيت هو بأهمية ما تدرسه المدرسة لهم. شيء أقترح على الآباء القيام به هو تشجيع أبنائهم على إيجاد طرق ليتقاعدوا في سن الثلاثين. التقاعد في سن الثلاثين ليس مهما لكنه على الأقل يجعلهم يفكرون بطريقة مختلفة.
إذا فهموا أن لديهم فقط بضعة سنوات للعمل و التقاعد، فربما يسألون أسئلة مثل، “كيف يمكنني التقاعد في الثلاثين؟” في اللحظة التي سيسألون فيها السؤال، سيبدأون برؤية العالم الآخر. بدلا من مغادرة المدرسة و البحث عن عالم الوظيفة الآمنة، سيبدأون بالبحث عن عالم من الحرية المالية. و من يدري. فربما يجدونه، إذا قاموا بواجبهم المنزلي.
نكمل في المدونة القادمة إنشاء الله
واجب صعب😢