كيف ترجع إلى التوازن بعد الفشل

كيف ترجع إلى التوازن بعد الفشل؟

كيف تبقى مرنا مع ما تقوم به و تمر منه؟

أولا: إدارة حديثك مع نفسك

عندما تتعرض لنكسة أو فشل أول شيء و أهم شيء تركز عليه و تبدأ في إدارته

هو كلامك مع نفسك عن كيفية معالجة ذلك الفشل أو تلك النكسة

عندما تفشل في أمر ما أو تحصل لك انتكاسة أو تحدي أو شيء فضيع

بدل أن تكون محبطا أو مثبط العزيمة أو غاضبا أو كارها

قم في الحال بتغيير عقليتك إلى عقلية التعلم و قد تحدث عن هذه العقلية قبلا و سأضع رابط الفيديو لمن لم يشاهده لمشاهدته

إبدأ بسؤال نفسك هذا السؤال: ” حسنا، ما الذي تعلمته من هذه الحالة؟”

” ماذا تعلمت حول نفسي و حول الآخرين؟”

“ما الجديد الذي تعلمته حول العالم؟”

“و ما الخطوة التي يجب أن أقوم بها في المرة المقبلة حتى أحسن و أقي نفسي من هذه الحالة أو أقوم بعمل أفضل؟”

بقيامك بإسقاط الحالة التي أنت فيها على المرة القادمة و على التجارب التي تعلمتها

فإنك تستطيع التخلص و المرور من تلك الحالة بشكل مبكر

بدل أن تجلس و تركز على هذه الإنتكاسة و الفشل و تفكر فيها مرارا و تكرارا و هذا ما يفعله معظم الناس

فهم يفكرون فيها مرارا و تكرارا و يفكرون في كل الأسباب الخاطئة و كل المشاكل بعقلية الضحية

و مع هذا التكرار يتناقص التحفيز

و لهذا من الأفضل أن تكون تلميذا و تحافظ على عقلية التعلم

إسأل نفسك: ما الذي تعلمته من هذا الفشل؟ و ركز على حديثك مع نفسك و عن ما تقوله لنفسك عن نفسك في هذه الحالات

بدل أن تعنف نفسك و تبدأ بترديد كم أنا غبي و كيف تركت هذا الأمر يحدث مرة أخرى و بأني فاشل و فضيع و لا أصلح لشيء و غيرها

و الذي يمكنك قوله لنفسك بسهولة بالطبع و هو كلام غير منتج و لا نافع

بدل ذلك قل أنك تلميذ و أنت في مجال التنمية الذاتية و التعلم لأنك مهتم لتعلم الجديد حول نفسك و حول الحياة لذا “ما الذي تعلمته؟”

” ماهي العبر و الدروس التي تعلمتها حول نفسك من هذا الفشل؟”

” ما الذي تعلمته حول الناس و تصرفاتهم في هذه الحالة؟”

” و ما الذي تعلمته حول تلك الفرصة التي فشلت فيها؟”

و الآن “ما الذي ستقوم به في المرة القادمة؟”

هكذا هذا الحديث البسيط مع النفس يبدأ بتحريكك نحو المستقبل

و هذا يجعلك تبدأ بالتحفز من جديد بحيث عندما تفكر حول كيفية القيام بالأمر بشكل أفضل في المرة المقبلة تبدأ بتحفيز نفسك

بدل الإحساس بالإحباط حول فكرة كيف حدث لي هذا

إذا ركزت على ماحدث في آخر مرة فهذا يحبط لكن إذا ركزت على كيف تقوم بالأمر بشكل أفضل في المرة المقبلة فهذا يحفز

ركز على عقلية التعلم في إدراة التحدث مع نفسك

السر إلى المرونة هو ما تقوله لنفسك و كيف تموضع نفسك و الآخرين و في أي سياق

بالنسبة للسياق إذا كنت تقول أن تلك الفرصة أو ذاك المشروع أو ذلك الإستثمار كان فاشلا و لا يعمل أو لم أنجح فيه لأنني غبي

فلا ريب أن تكون هذه هي النتيجة و لا مجال للتساؤل عن ماذا و كيف فأنت السبب بطريقة تفكيرك و تحدثك مع نفسك

أنت تحدث نفسك بعدم القيام بأي شيء ولهذا تحدث مع نفسك بالتعلم و التحفيز للقيام بالأمر بشكل أفضل في المرة المقبلة

هذا هو السر الحقيقي للمرونة

:ثانيا

هذا أمر شبيه للانضباط

ما أريدك أن تقوم به هو أن تواصل مع أشخاص آخرين و عالج الأمر معهم

عندما تعاني في صمت فإن المعاناة تدوم طويلا

عندما تشارك و تعبر عن معاناتك مع أناس آخرين فهذا الأمر يمكن أن يكون مريحا

و يمكن للناس أن تتفهم و تحس بما تمر به و تتفاعل معه و هذا يجعلك تسامح نفسك و تمر من الأزمة بسرعة

و لهذا يجب أن تكون ضمن جماعة جيدة من الناس

ربما لست ضمن مجموعتي و لكنك ضمن هذه المجموعة الرائعة في يوتيوب و لهذا أنا أحييك و أدعمك و لهذا أقوم بهذه الحلقات و لذا لا تنسى هذا الأمر

إذا كنت تحس بأنك وحيد و ليس معك أحد فالحل بسيط

إبحث عن جمعيات و تطوع فيها و تعرف على أناس يحبون العمل الجماعي و التعاون و قم ببناء صداقات

و بهذه الطريقة ستجد من تشارك معهم أوقاتك السيئة و تجاربك القاسية

إذا كنت تعاني وحدك فهذا أمر صعب و مع وجود أكثر من سبعة مليارات بشر يجب أن لا تكون وحيدا

ابحث عن مجموعة إيجابية تدعمك و توقف عن لوم الجميع بما فيهم نفسك

احضر ندوات أو انضم إلى مجموعة محلية أو تطوع أو حتى عبر الأنترنت فهناك دائما حلول لك

يمكنك أن تكون محاربا لكن المحاربين أيضا لديهم أصدقاء و لهذا ابدأ ببناء جيشك بدل التفكير في أنك لوحدك جيش

تحتاج أصدقاء و شركاء و عائلة و تحتاج أن تبني علاقات عميقة مع أشخاص رائعين و لهذا قم بالبحث و قم بواجبك

ابحث عن مجموعة محلية من المتطوعين فهم في الغالب أناس يحبون الخير و يفكرون في الآخرين و هم أناس أذكياء

بحيث أنهم فهموا أن الحياة تتمحور حول العطاء و الخير و العمل الجماعي و قد قاموا بتكريس وقتهم و جهودهم لهذه الأمور

ثالثا: تأكد من الحفاظ على الانضباط الذي تعهدت به للالتزامات السابقة

حافظ على التزامك لتحافظ على مرونتك

ماذا يعني هذا الأمر؟

هل حصل لك يوم أن فشل معك أمر ما فقمت بالتوقف عن القيام بكل الأمور التي كنت تقوم بها و قمت برمي كل شيء

مررت من يوم سيء في العمل و في الغد توقفت عن القيام بالتمارين الرياضية

من المفترض أن تتطوع كما العادة لكنك رميت بذلك أيضا و توقفت عن القيام به

كنت ستلقى أصدقائك لكنك تخليت عن ذلك أيضا

يعني أنك تركت فشلا واحدا أو انتكاسة واحدة تدمر كل الأمور الأخرى

عندما يسقط حائط واحد تدعه يسقط معه كل الحيطان و كل عاداتك الأخرى تتخلى عنها و بهذا تصبح في مستوى أعمق من الظلام و الإحباط

إذا مررت من يوم سيء فما يجب عليك القيام به هو أن تتأكد من القيام بكل شيء في اليوم التالي

عندما يسقط شيء ما فهذا هو الوقت لكي تلتصق و تحافظ و تنضبط و تلتزم بالأمور الأخرى و التي تعمل معك بشكل جيد

فما يقوم به الناس بعد يوم سيء هو أنهم يطيحون بكل الأمور الجيدة في حياتهم فيصبح المصاب أعظم

من المهم جدا عندما تفشل في شيء و تجد صعوبات فيه أن تتأكد من الحفاظ على التزاماتك الأخرى

نعم أنت تمر بيوم سيء لكن لا تقم بإلغاء كل الإجتماعات و تبدأ بالتركيز على يومك السيء و تعلق في الماضي و لا تمر بيومك إلى الإنتاجية و ربما يحسن طارئ ما من تلك الإجتماعات أو غيرها من مزاجك

ارجوا أن تكونوا قد وجدتم هذه المعلومات مهمة و مفيدة

و إلى هنا تنتهي حلقتنا و موعدنا مع حلقة قادمة بإذن الله