Blog

التعليم/ ثامنا

الحياة تبدأ بالإدراك

يمكنك أن تسأل السؤال: “كيف أصبح مليونيرا؟”

و يكون الجواب ببناء مشروعك الخاص.

و يمكن أن تقول حسنا، ليس كل شخص يستطيع فعل ذلك. أخبرني كيف أصبح مليونيرا بطريقة مختلفة.

الجواب: حافظ على عملك، و استثمر في العقار مثلا أو مشروع بدوام جزئي و غيره.

ستقول: لكن الخطر في شراء العقار كبير، و لا أستطيع تحمل التكاليف، و لا أريد إدارة المنشآت فأخبرني بشيء آخر.

الجواب: أعمل على الأنترنيت فهو الوجهة الآن و المستقبل.

ستقول: لا أجد الأمر حقيقيا، و لا أستطيع أن أغامر في الوهم و لدي زوجة و أطفال و فواتير، و لا أستطيع تحمل خسارة المال في التعلم و التجريب و غيرها.

و في الأخير سنقفز إلى ما قلته سابقا ” لا يمكنك تعليم فقير أن يصبح غنيا. فأنا الآن أعطي أجوبة لشخص يجب عليه أن يغير إدراكه أولا. و لهذا سأتوقف عن الجواب و أبدأ أنا بالسؤال.

“أخبرني كيف يمكن أن تصبح مليونيرا؟

جوابك: حسنا، يمكنني كتابة كتاب و بيع ملايين النسخ”.

سأقول: جيد جدا، إذا فأنت كاتب بارع و أنا أظن أن الفكرة جيدة.

ستقول: لكن ماذا لو لم أجد عميلا لأقدم له كتابي؟ و ماذا لو سرقني العميل؟ لقد كتبت كتابا يوما و لكن لم يقرأه أحد.

كما ترى فقد تكلمت عن موضوع جديد، لكن إدراكك كما هو.

أهم شيء يمكن للآباء القيام به في البداية هو حماية و تطوير الإدراك الذاتي لأطفالهم. كلنا لدينا إدراك شخصي تجاه الآخرين، صحيحا كان أم خاطئا. 

يمكن أن تظن أن الشخص غبي أو وغد أو ذكي. يمكن أن تظن أن أحدهم متعجرف و متكبر و عندما تتحدث معه تجد أنه من أطيب الخلق خلقا و تواضعا و ستغير إدراكك عن ذلك الشخص.

 الغرض من هذا المثال هو أنه كما أن لدينا إدراك و صورة عن الآخرين، فلدينا إدراك و صورة عن أنفسنا. و كما أن إدراكنا للآخرين يمكن أن يتغير، فإدراكنا لأنفسنا يمكنه ذلك أيضا.

الغنى و الذكاء هو مجرد إدراك

هناك دراسة أنجزت في مدرسة بشيكاغو منذ سنين مضت. الباحثون في التربية و التعليم طلبوا من مجموعة من الأساتذة أن يساعدوهم في هذ الدراسة.

أخبر هؤلاء الأساتذة أنه تم اختيارهم بسبب قدراتهم العالية في التدريس.

كما أخبروا أيضا أنهم سيقومون بتدريس الأطفال الموهوبين فقط. كما أخبرهم الخبراء أنه لا الأطفال و لا أهلهم على دراية بالتجربة لأنهم يرغبون باكتشاف أداء هؤلاء الأطفال الموهوبين إذا لم يخبرهم أحد بأنهم موهوبون.

و كالمتوقع، فقد كانت تقارير الأساتذة أن الأداء كان عاليا. كما أخبر الأساتذة في تقاريرهم أن العمل مع هؤلاء الأطفال كان ممتعا، كما تمنو لو أنهم يستطيعون العمل معهم طوال الوقت.

هناك جانب خفي في هذا المشروع. ما لم يعلمه الأساتذة هو أنهم لا يملكون قدرات تدريس و كفاء ات عالية. لقد تم اختيارهم عشوائيا. كما أن الأطفال لم يتم اختيارهم بسبب قدراتهم الموهوبة. هم أيضا تم اختيارهم عشوائيا.

لكن و بما أن التوقعات كانت مرتفعة، كان الأداء مرتفعا أيضا.

بسبب أن الأساتذة و التلاميذ قيل لهم أنهم أذكياء و فريدون من نوعهم، كان أدائهم فريدا من نوعه.

ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أن إدراكك لأولادك يمكن أن يؤثر بطريقة عظيمة على حياتهم. بكلمات أخرى، إذا استطعت أن ترى العبقرية في طفلك، ستساعده على أن يصبح ذكيا.

إذا رأيت ابنك كغني، ستساعده في أن يصبح أغنى.

و إذا علمت أبناءك على أن يكون لديهم نفس الإدراك، فإنهم سيحصلون على حظوظ أفضل في جعل بقية العالم ينظر إليهم بنفس الإدراك الذاتي و معاملتهم بما يليق بهم.

هنا يبدأ تعليم ابنك. و هنا قلت “أن تعطي لابنك القوة قبل إعطائهم المال.”

ساعدوهم على بناء إدراك ذاتي قوي، و ستساعدونهم على أن يصبحوا أغنى وأذكى.

إذا لم يتوفروا على ذلك فكل التعليم أو المال الذي في العالم لن يساعدهم.

أما إن توفروا على ذلك، فالحصول على الذكاء و الغنى سيصبح أسهل.

و إلى اللقاء في مدونة قادمة

إذا وجدت المعلومات مفيدة فشاركها مع من تحب أن تجعل حياتهم أسهل و من هم عزيزون على قلبك.