You are currently viewing التعليم/ واحد و عشرون

التعليم/ واحد و عشرون

التعليم/ واحد و عشرون

هل سيستطيع طفلك أن يتقاعد قبل الثلاثين؟

التعليم/ واحد و عشرون
التعليم/ واحد و عشرون

قيل لأحد الأغنياء لما أنت غني جدا. فأجاب، “لأنني تقاعدت في وقت باكر. إذا لم تكن مضطرا للذهاب للعمل، سيكون لديك ما يكفي من الوقت لتصبح غنيا”.

في الأجزاء السابقة تحدثنا عن أنه يجب عليك عمل واجبك المنزلي، و كانت العبارة كالتالي ” أنت لا تصبح غنيا بذهابك للعمل. أنت تصبح غنيا في المنزل. و لهذا يجب عليك أن تقوم بواجبك المنزلي.”

كلنا نعشق القصص و اليوم سأشارك معكم قصة رجل ناجح جدا و الذي تعلم على يد أبيه الغني في عمر التسع سنوات.

 روبرت كيوساكي و الذي كان له الفرصة أن يتعلم من أبوين مختلفين في سن التاسعة، أبوه الفقير و هو أبوه الحقيقي الموظف الحكومي الذي كان يعاني ماديا طيلة حياته ، و أبيه الغني و هو والد صديقه و الذي كان رياديا و مستثمرا ناجحا و لاحقا من أغنى أغنياء هاواي.

 فكان لديه فرصة مقارنة عقليتين مختلفتين في نفس الوقت و سنتحدث اليوم عن طريقة تعليم أبيه الغني له.

يقول: أبي الغني قام بعمله المنزلي بتعليمي صيغة الثروة العظيمة وذلك بتعليمي لعبة مونوبولي. بأخذ الوقت الكافي للعب مع ابنيه، فقد كان يعمل أفضل ما عنده لأخذ عقولنا إلى عالم فقط قلة من الناس استطاعوا رؤيته.

 في مكان ما بين سن التاسعة و الخامسة عشر، عبرت عقليا من عالم أبي الفقير و إلى عالم أبي الغني. لقد كان العالم الذي يراه الجميع. فقط الإدراك هو من اختلف. استطعت رؤية أشياء لم أرها من قبل قط.

في فيلم أليس و بلاد العجائب، أليس تذهب إلى عالم مختلف. أبي الغني أخذني عبر لعبة مونوبولي إلى العالم الذي تراه عيناه و من إدراكه الخاص. 

بدل أن يقول لي ” إذهب إلى المدرسة، أحصل على علامات جيدة، وجد عملا آمنا”. فإنه ظل يشجعني على أن أغير عقلي و أفكر بطريقة مختلفة.

 ظل يقول، ” اشتري أربعة منازل خضراء، بعهم، و اشتري فندقا أحمر. هذه هي الصيغة التي ستجعلك غنيا عندما تكبر. ” لم أعرف ماذا أراد مني أن أرى، لكن عرفت أنه أراد مني أن أعرف شيئا أحس أنني لم أره في ذلك الوقت.

كوني طفلا، لم أستطع فهم ما كان يحاول فعله. كل ما عرفته كان أنه كان يظن أن شراء أربعة منازل خضراء، بيعهم، و بعدها شراء فندق أحمر هم أمر مهم جدا. 

عبر اللعب المستمر باللعبة مع أبي الغني و معاملتها كشيء مهم بدلا من النظر إليها على أنها لعبة أطفال تافهة. بدأت أغير تفكيري. و بدأت أرى الأشياء بطريقة مختلفة. و في أحد الأيام، و عندما كنا نزور المصرفي الذي يتعامل معه، قام عقلي بعملية الإنتقال. للحظة، إستطعت أن أرى داخل عقل أبي الغني و أرى العالم الذي يراه أبي.

تغيير في الإدراك الذاتي 

التعليم/ واحد و عشرون
التعليم/ واحد و عشرون

التغيير العقلي وقع عندما كنت جالسا في الإجتماع الذي قام به أبي الغني مع المصرفي و وكيل العقارات. ناقشوا بعض التفاصيل، وقعوا على بعض الوثائق، أبي الغني أعطى المصرفي شيكا، و أخذ بعض المفاتيح من وكيل العقارات.

 اتضح لي و أنا أشاهد ما يحدث أنه للتو اشترى بيتا أخضر. و نحن جالسون في سيارته، المصرفي،وكيل العقارات، مايك إبنه و أنا قدنا نحو ممتلكاته لفحص البيت الأخضر الجديد.

 و نحن في الطريق، بدأت أستوعب أنني فعلا أرى في الحياة الواقعية ما كنت أقوم به في اللعبة.

خروجي من السيارة، و مشاهدة أبي الغني يمشي بخطوات، يضع المفتاح في الباب، يدير المفتاح، يفتح الباب، يدخل إلى الداخل ويقول ” هذا لي”.

أنا أتعلم أفضل بالنظر، اللمس، الإحساس و الفعل. و لا أبلي جيدا بالجلوس، و السماع، و القراءة و أخذ الإمتحان على أوراق.

عندما فهمت العلاقة الحقيقية و الملموسة بين اللعبة، المنازل الخضراء الصغيرة، و المنزل الذي اشتراه الآن، عقلي تغير و تغير معه عالمي لأن إدراكي لنفسي تغير. لم أعد ذلك الطفل الفقير القادم من عائلة تعاني تحديات مالية.

التعليم/ واحد و عشرون

 أصبحت طفلا غنيا. إدراكي لنفسي تغير. لم أعد أتمنى أن أصبح غنيا. أصبحت غنيا لأنني بدأت أرى العالم من خلال أعين أبي الغني.

عندما رأيته يكتب شيكا، و يمضي بعض الأوراق، و يأخذ المفاتيح، أخذت العلاقة بين اللعبة، الأفعال، و المنازل الخضراء الصغيرة.

قلت في نفسي،”أستطيع القيام بهذا. هذا ليس شيئا صعبا. لست مضطرا أن أكون ذكيا لأكون غنيا. أنا حتى لا أحتاج علامات جيدة.”

 أحسست كأنني دخلت عالما جديدا. لكن دخول هذا العالم أيضا خلف بعض المشاكل مع العالم الذي كنت أتركه خلفي.

وجدت صيغتي للنجاح. كانت صيغة تتطلب صيغة نجاح تعليمية، مهنية ومادية. كانت الصيغة التي سأتبعها مدى الحياة. في تلك اللحظة علمت أنني سأصبح غنيا. لم تكن عندي شكوك. فهمت لعبة مونوبولي و أحببتها. أرى أبي الغني يلعب اللعبة بمال حقيقي. و إذا كان بإمكانه فعلها، فأنا أيضا أستطيع فعلها.

عقليا كنت في حالة ذهاب و إياب بين العالمين. المشكل كان أن العالم الذي كنت أدخله، عالم أبي الغني بدا منطقيا. العالم الذي كنت أتركه ورائي هو العالم الذي كان يبدو جنونيا.

في يوم الإثنين، المعلمة تطلب منا أن نخرج واجبنا المنزلي. بعدها كانت تعطي واجبات جديدة و تطلب منا أن ندرس أشياء لم أستطع رؤيتها، لمسها أو الإحساس بها. 

كان يطلب مني أن أدرس مواضيع كنت أعلم أني لن أستعملها. يمكنني حل المسائل الرياضية المعقدة و أعرف أنني ربما لن أحتاج شيئ كهذا في الواقع. رأيت كم من الرياضيات استعمل أبي الغني لشراء المنزل الأخضر، و لم يستعمل أي صيغ للجبر حتى يشتريها.

 زيادة بسيطة و طرح هذا كل ما تطلبه الأمر. كنت أعلم أن شراء هذه المنازل الأربعة لم يكن صعبا.

 في الوقت الذي يصبح عندي فيها أربعة منازل لأبيعها، شراء الفندق الأحمر يبدو سهلا، و حتى منطقيا لكن هذا الأمر يصبح له معنى فقط إذا كنت ترغب في أن تصبح غنيا و لديك ما يكفي من الوقت الحر.

 فندق ضخم واحد يمكنه جني مال أكثر بجهد أقل. كنت محتارا، لأنه و كل مرة جانب يظهر لي و بكل وضوح على أنه أكثر عقلانية.

لم أفهم قط لماذا ندرس مواضيع نعرف أننا لن نستعملها، أو على الأقل لم نخبر كيف نستعملها. 

و بعدها يتوجب عليك أخذ امتحانات في نفس المواضيع و التي لم أكن مهتما بها أصلا، بعدها أصنف على أنني ذكي أو غبي اعتمادا على أدائي في الإمتحانات، بدا حقا كأليس في بلاد العجائب بالنسبة لي.

لماذا أدرس هذه المواضيع؟

في يوم ما قررت أن أسأل السؤال الذي حيرني لسنوات. في النهاية جمعت ما يكفي من الشجاعة و سألت أستاذتي،” لماذا أدرس و أمتحن في مواضيع لست مهتما بها و لن أستعملها إطلاقا؟”

جوابها كان، “بسبب أنه إذا لم تحصل على علامات جيدة، فلن تحصل على وظيفة جيدة.”

كان نفس الرد الذي سمعته من أبي الحقيقي. سمع و كأنه صدى. المشكل هو أن الجواب لم يكن منطقيا كفاية.

 ما علاقة دراسة مواضيع لست مهتما بها و لن أستعملها بالحصول على عمل؟ الآن بعد أن وجدت صيغتي للنجاح مدى الحياة، فكرة الذهاب للمدرسة و دراسة مواضيع لن أستعملها للحصول على عمل، 

أعرف أنني لا أخطط للحصول عليه، جعل الأمر أقل منطقية. بعد التفكير في الأمر لوقت وجيز، أجبت، “لكن ماذا لو لم أكن راغبا في وظيفة؟”

بهذا طلب مني أن أجلس و أعود لدراستي

المدرسة مهمة

أنا لا أقترح أن تخرج ابنك من المدرسة و تشتري له لعبة مونوبولي. التعليم مهم جدا. المدرسة تعلم الأساسيات الأكاديمية و مهارات التعلم، و بعدها تعلم المهارات المهنية.

 رغم ذلك أنا لا أتفق تماما مع الكيفية التي يعلم بها النظام أو ما يعلمه، الذهاب إلى المدرسة ثم الكلية أو مدرسة مهنية لا يزال أساسيا لمعظم النجاحات في الحياة اليوم.

المشكل أن المدرسة لا تدرس المهارات المالية الأساسية. و بسبب أنها لا تدرس هذه المهارات، معظم الأطفال يتخرجون من دون صيغة نجاح مالية. بل، معظمهم يعيش مع صيغة فشل مالية. العديد غرقوا في الديون و العديد غادروا المدرسة و اشتروا سيارات، منازل و قوارب.

 و العديد سيموت و يورث الديون لأبنائهم. بمعنى آخر، ربما يغادرون المدرسة متعلمين جيدا، لكنهم أيضا يغادرون المدرسة بدون أمر مهم جدا و هو صيغة النجاح المادية في الحياة.

نكمل القصة في وقت لاحق إنشاء الله و إلى اللقاء

 

اترك تعليقاً