قواعد بسيطة لتنظيم الوقت
يعتبر تنظيم الوقت من المواضيع المزعجة لعدد كبير من الناس
كلما ذكر الموضوع تجد الناس يقولون أن هذا أمر مستحيل فليس هناك توازن في الحياة و العمل و ليس هناك طريقة يمكن بها تنظيم الوقت
لأن الأغلبية عالقة في كثرة الإلهاء ات و الأمور المفاجئة و التي تقطع نظامك في أحيان عديدة
أو كل هذه الإلتزامات التي تنتظرنا،
من المستحيل أن نفكر في أنه بإمكاننا الحصول على التناغم في الحياة
و لهذا لا داعي لمحاولة ضبط جدولك بشكل جيد كل يوم
فلماذا المحاولة؟
لأنك تعلم جيدا أنه إذا لم يكن لديك قدر عال من التركيز و لا تتقدم بنتائج و زخم جيدين في الحياة فلن تكون سعيدا
و لا تستطيع المساهمة كما تحب في الأمور التي لها أهمية فائقة عندك
و الأسوأ، بدون تنظيم لوقتك لن تحصل على الحرية في وقتك لأنه و ببساطة إذا لم يكن لديك نظام و بنية منظمة في هذا الجانب
فلن تحصل على المزيد من الوقت في الجانب الآخر لأن الجانب الأول يأخذ كل وقتك
إذا أردت حرية أكثر و وقت حرا أكثر في حياتك فيجب عليك أن تكون أكثر تركيزا، وضوحا، انتاجية و أكثر فعالية في تنظيم الوقت
الذي يجب عليك تنظيمه لتوسع رقعة الوقت الحر في الجانب الآخر
سأشارك معكم أربعة أفكار في تنظيم الوقت
و لهذا ابقوا معي
قبل أن نتحدث عن الأنشطة اليومية فلنتحدث عن الأمور الكبيرة
تنظيم الوقت يجب أن يبدأ دائما بمحادثة ذات مستوى عالي حول أهدافك في الحياة
حول ماهية الشيء الذي تريد أن تحققه في حياتك و بعدها تعمل على الأمور الصغيرة
فمعظم الأشخاص يظنون أن تنظيم الوقت يعني تفقد بريدهم الإلكتروني مرتين في اليوم
و هذه فكرة جيدة، لكن ما هو هدفك؟
ما الذي ترغب فيه حقا حتى تتحمل عناء تنظيم الوقت؟
ماهي الفكرة الكبيرة التي تشكل رؤيتك و التي تجعلك تعمل من خلالها على الأمور الكبيرة وحتى الصغيرة
إذا لم يكن لديك هدف كبير تبدأ به و تعمل بشكل عكسي على الأكبر ثم الأصغر فإنك ستقوم بأمور عشوائية في كل يوم
ستجد نفسك مشغولا جدا بأعمال لكنها ليست أعمال تخدم أهداف حياتك
ربما تتطور سريعا و تتقدم في طريق ما، لكنه الطريق الخطأ
و لهذا لا نريد أن تكون فعالا ومنتجا في الطريق الخطأ
:ابدأ بالسؤال الكبير
ما الذي أريده حقا من حياتي الآن؟
لقد خضت ما يكفي من المصاعب، فما الذي يجب أن يحصل الآن
أنت أكبر سنا الآن، أكثر حكمة الآن و أكثر استقلالية
فما الذي ترغب فيه الآن؟
فكر في هذا الأمر
فكر في ثلاثة فئات
أولا: فكر في نفسك، و في شخصيتك
ما الذي تريد أن تصبح عليه كشخص؟
و ما الشخصية التي تشعر بالفخر أن تكون عليها؟
ما الشخصية التي تعطيك الكثير من الوقار والإحترام لنفسك و النزاهة في حياتك؟
عندما تفكر فيها، تقول في نفسك ” هذا هو الشخص الذي أريد أن أصبح عليه”
ابدأ من هناك دائما، ما نوع الأشخاص التي تريد أن تصبح عليها حقا؟
ما المستوى الذي تريد أن تحققه حتى تشعر بالرضا على نفسك؟
:و الفكرة الكبيرة الثانية التي أريد أن أشارك معكم هي
أهدافكم من العلاقات و الروابط مع الناس
هل تريد أن تكون حاضرا من أجل أسرتك؟ أصدقائك؟ فريقك؟ الأشخاص الذين تقودهم أو تخدمهم؟
ما نوع الشخص الحاضر معهم؟
و ما هي تلك الطاقة التي تقدمها في تفاعلاتك معهم؟
ما الذي ترغب في الحصول عليه أو تجربته مع عائلتك؟
كيف تعرف بأنك ناجح إلا إذا كنت تعرف كيف تكون علاقاتك؟
:و الشيء الثالث الذي أريدك أن تفكر فيه هو
أهدافك من التطور و النمو الذي تريده
ما الذي سيجعلك استثنائيا فيما تقوم به؟
ما الذي سيجلب مستوى أعلى من الإمتياز لحياتك؟
و ما الذي سيجعلك أكثر سعادة و أكثر هدوء ا؟
ما الذي سيجعلك مستقرا أكثر؟
ما الذي سيجعلك أكثر إدراكا و تنبها؟
و ما الذي سيجعلك أكثر فرحا؟
أعلم أنها أسئلة عشوائية، لكنها مرتبطة بفكرة بسيطة وهي معرفة ما هي أهدافك الكبرى أولا و بعدها العمل بشكل عكسي على الأمور الصغيرة
هكذا يصبح الأمر أسهل
ما علينا فعله الآن هو تقسيم كل هذه الأفكار الكبيرة إلى أجزاء و النظر إليها من منظور تنظيم الوقت
و الآن لنأخذ أول و أسهل وحدة للقياس و هي السنة
و لديك أهداف السنة
بعدها الشهر، لا أريدك أن تبدأ في بداية الشهر و في ذلك اليوم الأول من الشهر دون أن تسأل :نفسك
بناء ا على المكان الذي أنا فيه الآن، ما هي الأهداف الكبرى التي يجب أن أعمل عليها لأطور نفسي و علاقاتي و مساري و مساهماتي في هذا الشهر؟
ما الذي أحتاجه لتحقيق هدف هذا الشهر؟
كيف ينبغي لي أن أظهر؟ و كيف ينبغي لي أن أطور علاقاتي؟ ما هو المطلوب مني؟ و ما الذي يجب علي أن أسلمه هذا الشهر؟
و قم بهذا الأمر كل شهر، فكما تعلم يمكن أن تكون قد تعرضت لبعض الإلهاء و الأمور الخارجة عن سيطرتك الشهر الماضي أو فقدت انضباطك أو حدث أمر ما
هذا أمر مفيد حقا و يرجعك للمسار دائما، في كل بداية شهر تسأل نفسك ” ما الذي أريده هذا الشهر؟”
اسأل نفسك هذا السؤال : ” ما هو هدفك لهذه الثلاثين يوما ؟
إذا كنت لا تستطيع إيجاد هدف واحد فيجب أن تقلق من هذا الأمر
ما هي أهدافك لهذا الشهر؟ و ما الذي تسعى وراءه هذا الشهر؟
بعد أن تضع هذه الأمور في أماكنها الخاصة، يأتي وقت تنظيم الوقت على مستوى الأسبوع
في كل أسبوع احجز وقتا للقيام بالأمور الأهم،
في كل أسبوع يجب عليك أن تحجز وقتا للعمل ووقتا للتمارين الرياضية ووقتا للراحة ووقتا للعائلة ووقتا لبعض الإبداع و غيرها
هذه أوقات محجوزة يجب أن تكون كل أسبوع، و إذا لم تكن هناك فلن تصبح عادات و لن يكون هناك أي نوع من التقدم في حياتك
يجب أن تكون لديك أوقات محجوزة و التي هي نفس الأنشطة في كل أسبوع
يمكن أن لا تكون في نفس الأوقات لكن تأكد من حجز وقت لها في كل أسبوع
و آخر شيء هو تنظيم الوقت اليومي
إليك كل ما يجب عليك أن تعرفه حول تنظيم الوقت بشكل يومي
كل شيء يبدأ من الصباح
عندما تستيقظ وقبل أن تتحقق مما يحدث في العالم، إيميلاتك و هاتفك و غيرها من الأمور
اجلس و خذ ورقة و قلم أو مذكرة و ركز
ما الذي يجب أن يحدث اليوم؟
ما هي الأنشطة الثلاثة التي يجب أن أقوم بها اليوم؟ أو الأمور التي يجب أن أحققها اليوم؟ حتى أكون على علم بأنني مركز و أتقدم بيومي و أحرز بعض الزخم تجاه الأهداف الكبرى في حياتي
إذا لم تكن لديك هذه الجلسة الصباحية و تبدأ بإيهام نفسك بأن تفكر في الأمر بعد أن تتفقد بريدك و تجيب على رسائلك فلن تقوم بعملها
و ستبدأ بالتفاعل مع الحياة بدل حياة استراتيجية
ستعيش بالاندفاع و التشتت بدل العيش بالقصد و الإلهام
لهذا أريدك أن تتأكد كل صباح وقبل أن تتفاعل وتتجاوب مع الحياة
اجلس بورقة و قلم و اسأل نفسك: ما الذي يجب أن يحصل اليوم حتى أتقدم للأمام؟
قم بهذه الأمور كلها و سيصبح لديك معنى أفضل ليومك و أسبوعك , شهرك و عامك و ستحصل على ذلك الزخم أيضا في حياتك
و حتى نجعلك مركزا و منضبطا في قيامك بهذه الأمور بشكل مستمر فستعيش حياة كلها عشوائية و في نهاية السنة لا تغير شيئا بتاتا
أو تجد نفسك بعد 10 سنوات تقول: ما الذي فعلته بنفسي في هذا السنوات العشر ؟
هذا يحدث فقط عندما لا تفكر فيه و لا تضع استراتيجية له. و الآن أنت تعلم على الأقل كيف تبدأ هذه العملية و لهذا قم بذلك و ابدأ تجربة حياة حقيقية
أربعة أفكار لتنظيم الوقت
تحديد التوقعات:كيف تبقى إيجابيا خلال الأيام السيئة؟
كيف تتخلص من الغضب؟