You are currently viewing تعاني من الغضب؟ مايجب معرفته للتخلص منه

تعاني من الغضب؟ مايجب معرفته للتخلص منه

كيف تتخلص من الغضب؟

الغضب

تحدثنا في الحلقة السابقة عن الظروف و المصائب و عن كونها عامة ولا تخص فئة دون أخرى

و قلنا أننا غالبا لا يمكننا تفاديها لأن المصيبة تصيب ولا تخطئ 

و قلنا أن الحل للتقليل من حدة الأمر هو تحديد التوقعات الصحيحة بحيث يمكننا تحديد التوقعات من إدارة المشاعر

بشكل صحيح و حتى لا نقع في الإحباط التام 

:و الفكرة الثانية التي أريد أن أتحدث عنها للتخلص من الغضب هي

أن تعلم كيف تقوم بتأخير الإجابة

و أعني بذلك تأخير استجابة مشاعرك

و لكي أوضح أكثر 

عند حصول أمر ما حاول أن لا تفزع بشدة، فبعض الأشخاص تكون استجابتهم للأمر السلبي كارثية 

ما إن يحدث الأمر حتى يتصرفوا و كأنهم يؤمنون بأن نهاية العالم قد حلت

فيقومون بتوقع الدمار الشامل في وقت قد حصل فيه شيء بسيط

يتوقعون أنه الفشل الكامل و أن الأمر فضيع بشكل كامل

فتجد مشاعرهم تتحرك بشدة 

و الأمر هو أنك لا زلت لا تعلم ما سيحصل بعد فمعظم ما نخافه لا يحصل حقا

و حتى إن وقع فقط قم بتبطيء و تأخير استجابتك له

شخص ما يرسل لك بريدا إلكترونيا يشتمك فيه أو فيه أمور سيئة، ربما من زبون مثلا أو من شخص عملت معه 

فتكون ردت فعلك قوية و تشعر بغضب عارم و يصبح لون وجهك أحمر و تحس و كأن زلزالا ضرب من تحتك 

ما الذي ستقوم به في هذه حالة الغضب هذه؟

تعلم أن تجعل بعض الوقت بين وقت حصول المشكل وبين استجابتك له 

قم بتبطيء الشعور بالغضب 

من السهل أن تتفاعل مع مشاعرك لكن لكي ترجع للمرونة بشكل أسرع إسأل نفسك هل هذه المشاعر ستساعد في شيء؟

هل هذه المشاعر ستساعدني على هذا المشكل؟ و على المرور منه و على التعامل معه ؟

:يمكنك القيام بما يمكنك القيام به فقط

عندما تقوم بعمل ما على حاسوبك مثلا فيحدث خطأ ما فأنت تقوم بالبحث عن الحل و تجرب عدة أمور حتى تصحح الأمر 

لكن الفزع الشديد لن يفيد في شيء

و بوصولك لحالة الفزع الشديد بسهولة في كل مرة يحدث شيء ما فأنت تدرب عقلك و جسدك على تفعيل هذه الوضعية في الحالات المشابهة و هذا مؤلم جدا

طريقة تعاملك مع المفاجئات الصغيرة التي تأتي من حين لآخر و مع الدراما و الإحباط تقوم بإعدادك فقط للموجة القادمة 

و لهذا إذا كنت تفزع بشدة عند حصول تلك الأمور الصغيرة، عند حصول مشكلة كبيرة فسيكون الأمر كارثيا

درب نفسك من خلال يومك على تأخير استجابتك للأمور التي تحدث

فقط قم بتدريب نفسك، إذا تعرضت لبعض المشاعر السلبية و أحسست برغبة في التفاعل معها فورا 

فقط تنفس بعض الوقت بعمق و انتضر قليلا حتى ترى ما يمكن أن يحدث

يقول الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم: ” لا تغضب ولك الجنة “

إنها وصية نبينا صلى الله عليه وسلم

 هذه ظاهرةٍ ذميمة،  ظاهرة سيئة،  ظاهرة شيطانية، ظاهرة انتشرت في طبقات المجتمع، وفي أسواقنا، وشوارعنا، ودوائرنا، وبيوتنا، بل حتى في مساجدنا، هذه الظاهرة تؤدِّي إلى سلوك غير محمود، تؤدي إلى هدم البيوت، وقطع المودَّة بين المسلمين. هذه الظاهرة حذَّرَ منها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابَه الكِرام، وجعل ثواب المبتعد عنها الجنة، هذه الظاهرة قال عنها الإمام علي رضي الله عنه: “أول هذه الظاهرة جنون، وآخرها ندم”،  إنَّها الغضب

:و يقول الحبيب عليه الصلاة و السلام

” ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”

كل العظماء الذين مروا عبر التاريخ الذين قرأت سيرهم و عند حدوث أمر جلل تجدهم هادئين، صابرين ومحتسبين 

لا تدع شخصا يجعلك تعتقد أنك يجب أن ترد فورا على أي شيء

عند حصول شيء ما، تنفس و فكر في الأمر لبعض الوقت بعدها قرر ما ستقوم به و انهي المسألة و انتقل لأمر آخر

:ثالثا

يجب أن تسمح بحصول الحزن بحيث لا يجب عليك أن تعتذر لحصول ذلك أو تحاول إخفاء الأمر

الحزن جزء من الحياة و هو يقع شئنا أم أبينا

و ليس سهلا دائما أن تأخر تفاعلك معه

إذا كنت حزينا فاسمح لنفسك بذلك

ربما أنت حزين لفقدانك ذلك المشروع، أو خسارتك لذلك الفرد من عائلتك أو لشيء سيء حدث لم تكن ترغب في حدوثه

 كلنا نعلم بالعام الذي سماه رسول الله عام الحزن، فقد حزن و بكى عليه الصلاة و السلام 

واحدة من الطرق التي تساعد على المرور من الحزن بشكل سريع عند حصول أمر فضيع في حياتك، مشروعك

فقدانك لعائلتك، أصدقائك، زبائنك هي عدم رفض هذا الحزن

اسمح لنفسك بالحزن، و اسمح لنفسك بالبكاء إن شعرت بذلك 

يمكنك تخصيص يوم للحزن حتى لا تضطر إلى فقدان أسبوع أو شهر أو أكثر فهذا ليس صحيا

إذا كانت لديك عقلية ” لا شيء عليك إن كنت حزينا” فسيكون الأمر صحيا أكثر 

تقبلك للحزن سيجعلك تتعامل معه بشكل أفضل 

و لنا في سيرة الحبيب الفضل و العلم و التعلم و الخير الكثير و العبر و الدروس

فعند وفاة ابنه قال: ” إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و لا نقول إلا ما يرضي ربنا  وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون “

و يمكن أن تشارك ما تشعر به من حزن مع من تحبهم و دليل ذلك أن الرسول صلى الله عليه و سلم شارك حزنه مع أصحابه و هذا الأمر يريح و يجعلك ترجع للتوازن بشكل أسرع

ارجوا أن تكون هذه الحلقة قد أزاحت بعض الغم عن قلوبكم و أعطيتكم طرقا للتعامل مع الغضب و مع الحزن بشكل أفضل و حتى تكون النتائج أفضل

:سؤال الحلقة

كيف تواجه الغضب و الحزن؟ أحب أن أقرأ تعليقاتكم

هل وجدت الحلقة مفيدة؟ ارجوا حقا ذلك

كيف تبقى إيجابيا خلال الأيام السيئة؟

سبعة مميزات تفصل أصحاب الدخل العالي عن الجموع

اترك تعليقاً